[أو] في علم [التّصريف (١)] كمخالفة القياس ، إذ به (٢) يعرف أنّ الأجلل مخالف للقياس دون الأجلّ [أو] في علم [النّحو] كضعف التّأليف (٣) والتّعقيد اللّفظي (٤) [أو يدرك بالحسّ (٥)] كالتّنافر (٦) ، إذ به يعرف أنّ مستشزرا متنافر دون مرتفع ، وكذا تنافر الكلمات [وهو] أي ما يبيّن في العلوم المذكورة أو يدرك بالحسّ فالضّمير (٧) عائد إلى ما ،
______________________________________________________
(١) قوله : «أو في علم التّصريف» عطف على قوله : «علم متن اللّغة» وقس عليه قوله : «أو في علم النّحو» ومعنى كلامه حينئذ «الثّاني منه ما يبيّن في علم متن اللّغة» ومنه ما يبيّن في علم التّصريف ، ومنه ما يبيّن في علم النّحو.
(٢) أي بعلم الصّرف لا بغيره «يعرف أنّ الأجلل» بفكّ الإدغام مخالف للقياس ، لأنّ مقتضى القياس المستنبط بالاستقراء من قوانين اللّغة وهو وجوب الإدغام ، إذ من قواعدهم أنّ المثلين إذا اجتمعا في كلمة واحدة ، وكان الثّاني منهما متحرّكا ، ولم يكن زائدا لغرض ، وجب الإدغام. ثمّ تقديم الظّرف أعني «به» على متعلّقه أعني «يعرف» يفيد الحصر.
(٣) وهو الإضمار قبل الذّكر ، نحو : ضرب غلامه زيدا.
(٤) إنّما يحصل ذلك باجتماع أمور كلّ واحد منها خلاف الأصل ، كتقديم المفعول على الفاعل ، وتقديم المستثنى على المستثنى منه وتقديم الحال على ذي الحال.
وحاصل الكلام : أنّه يبيّن في علم النّحو أنّ الأصل تقديم الفاعل على المفعول ، وتقديم المستثنى منه على المستثنى ، وتقديم ذي الحال على الحال ، والعكس في الجميع على خلاف الأصل ، فالتّعقيد اللّفظي الحاصل بكثرة مخالفة الأصل لا يعرف إلّا بعلم النّحو.
(٥) عطف على قوله «يبيّن» ثمّ المراد بالحسّ هو الذّوق السّليم الّذي هو كالحسّ ، ويحتمل أن يكون المراد به حسّ السّمع. فحاصل كلام المصنّف : إنّ تمييز كلام الفصيح من غيره منه ما يبيّن في العلوم الثّلاث ، ومنه ما يدرك متعلّقه بالحسّ ، إذ ما يدرك بالحسّ هو التّنافر وهو متعلّق للتّمييز والمعرفة.
(٦) أي كتنافر الحروف مثل قوله : «وليس قرب قبر حرب قبر».
(٧) أي الضّمير في قوله : «وهو» عائد إلى «ما» في قوله : «ما يبيّن» ، فيكون معنى كلام المصنّف أنّ ما يبيّن في العلوم المذكورة أو يدرك بالحسّ هو ما عدا التّعقيد المعنوي.