والشّكر بالعكس (١) ، [لله (٢)] هو اسم للذّات الواجب الوجود المستحقّ لجميع المحامد (٣) والعدول (٤) إلى الجملة الاسميّة للدلالة على الدّوام والثّبات
______________________________________________________
خصوص الأنعام الّذي توجّه إليه نفس الشّاكر ومطلق الأنعام في الحمد الاصطلاحي. والنّسبة بين الحمد اللّغوي والشّكر الاصطلاحي هي التّباين من حيث الحمل ، فإنّ الثّناء باللّسان وحده جزء من صرف العبد جميع ما أنعمه الله فيما خلق لأجله ومن البديهي أنّه لا يصحّ حمل الجزء على الكلّ وبالعكس.
نعم ، النّسبة بينها من حيث التّحقّق هي عموم من وجه ، إذ كلما تحقّق الكلّ في الخارج يتحقّق الجزء فيه دون العكس.
هذا ملخّص الكلام في بيان العناوين الثّلاثة والنّسبة بينها ، فمن أراد التّفصيل فعليه الرّجوع إلى المفصّل في شرح المطوّل للمرحوم الشّيخ موسى البامياني رحمهالله.
(١) أي المراد من العكس هو العكس العرفي لا العكس المنطقي وهو المخالفة أي الشّكر أعمّ من الحمد باعتبار المورد وهو اللّسان والجنان والأركان ، وأخصّ منه باعتبار المتعلّق وهو النّعمة فقط.
(٢) أي الذّات لها إطلاقات :
الأوّل : قد تطلق لفظة الذّات على حقيقة الشّيء أي ماهيّته باعتبار وجودها في الخارج.
الثّاني : قد تطلق على هويّته الخارجيّة.
الثّالث : قد تطلق على الجوهر المقابل للعرض.
والمراد بها هنا الثّاني إذ لا يتصوّر له تعالى ماهيّة عدا هويّته. ثمّ المراد بالاسم ما قابل الصّفة لا ما قابل اللّقب والكنية ، ولا ما قابل الفعل والحرف ، والمراد بالواجب الوجود ما تقتضي ذاته الوجود ويمتنع عليه العدم في مقابل ممتنع الوجود وهو ما تقتضي ذاته العدم ويستحيل عليه الوجود وممكن الوجود وهو ما لا تقتضي ذاته الوجود ولا العدم.
(٣) قوله : «المحامد» جمع محمدة بمعنى الحمد.
(٤) قوله : «والعدول ...» دفع لما يتوهّم من أنّ قوله : «الحمد لله» كان في الأصل حمدت الله حمدا ، وكانت الجملة فعليّة ، فلماذا عدل عنها إلى الجملة الاسميّة؟
وحاصل الدّفع أنّ الجملة وإن كانت في الأصل فعليّة فحذف الفعل اكتفاء بدلالة