والبيان هو المنطق (١) الفصيح المعرب عمّا في الضّمير [والصّلاة (٢) على سيّدنا (٣) محمّد (٤)
______________________________________________________
(١) المنطق قصد به الكلام المنطوق به بدليل وصفه بالفصيح وقد أورد على إتيانه بالفصيح بأنّه إمّا أن يكون بمعنى المظهر أو بمعنى الخالص من اللّكنة وكلا المعنيين لا يناسب المقام.
أمّا عدم مناسبة الأوّل : فلكون الفصيح مغنيا عن ذكر المعرب حيث إنّه أيضا بمعنى المظهر.
وأمّا الثّاني فلأجل أنّ المراد بالبيان هنا ما يتميّز به الإنسان عن غيره ، وبه يبرز ما في ضميره كان خالصا من اللّكنة أم لا ، وليس المراد من البيان الكلام الخالي من اللّكنة ومن الأسباب المخلّة بالفصاحة والبلاغة.
ولعلّه أراد معنى الأوّل أي الفصيح بمعنى المظهر وجعل المعرب تفسيرا له حيث إنّه يحتاج إلى التّفسير لكونه من الألفاظ المشتركة الملازمة للإجمال طبعا.
(٢) أي الصّلاة من الله تعالى على رسوله زيادة تشريف وترفيع ، ومن الخلق طلب ذلك ، ثمّ هذه الجملة وإن كانت خبريّة لفظا إلا أنّها إنشائيّة معنى لأنّ المقصود بها الدّعاء وطلب الرّحمة على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا الإعلام أي إفادة المخاطب نفس الحكم أو لازمه وهو كون المخبر عالما به ، إذ لا يجهل أحد من المسلمين بنفس الحكم أو لازمه. فليس للمصنّف أن يقصد بهذا الكلام إفادة مضمونه ، لعدم جهل أحد به ، ولا لازمه لعدم توهّم أحد أنّ المصنّف جاهل به. ثمّ عطفها على جملة التّحميد من قبيل عطف الإنشائيّة على الإنشائيّة بناء على كونها أيضا إنشائية. أو يكون عطفها عليها من قبيل عطف الإنشائيّة على الخبريّة ، إن قلنا بكونها خبريّة ، وقلنا بجواز عطف الإنشائيّة على الخبريّة.
(٣) أي سيّد البشر أو العقلاء أو الخلق. وفي المفصّل ما هذا لفظه : هو من ساد في قومه ، وكان كاملا فيهم ، أو الّذي يلجأ إليه في المهمّات والثّاني من حيث المصداق أعمّ من الأوّل لصدقه على الله سبحانه دونه ، والمراد به هنا المعنى الثّاني ، أي ملتجؤنا في المهمّات ودفع الملمّات.
(٤) وهو اسمه صلىاللهعليهوآلهوسلم الدالّ على كثرة محامده.