الّذي يتبيّنه (١) من يخاطب به ولا يلتبس (٢) عليه أو الخطاب الفاصل (٣) بين الحقّ والباطل [وعلى آله (٤)] أصله أهل (٥) بدليل أهيل (٦)
______________________________________________________
(١) أي يجده بيّنا.
(٢) قوله «ولا يلتبس» تفسير لقوله «يتبيّنه» ، ومعنى العبارة أنّ «فصل الخطاب» يراد به كلام مفصول يتبيّن لمخاطبه على نحو لا يجد صعوبة في فهمه من ناحية ما يخلّ ببلاغة الكلام ، بأن يعرف المخاطب به مواضع الحذف والإضمار والتّقديم والتّأخير والفصل والوصل وغيره من الأمور الموجبة لبلاغة الكلام. وبالجملة إنّ المستفاد من قوله : «وأفضل من أوتي فصل الخطاب» إنّ الله سبحانه قد أعطى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكلام البيّن الواضح ، ومن ذلك يكون مبشّرا إلى كون القرآن معجزة لا من حيث كونه كلاما بيّنا وواضحا ، فإنّ وضوح الدّلالة من حيث هو هو ، ليس ملاكا للإعجاز ، بل من حيث كونه واجدا لمرتبة راقية من البلاغة لا يمكن للبشر رعايتها ودالّا على الأسرار الكونيّة والحقائق الغيبيّة الّتي لا يمكن للبشر أن يصل إليها.
(٣) إشارة إلى كون المصدر أعني الفصل بمعنى اسم الفاعل.
(٤) أي آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٥) أي كان أصل آل أهل ، فأبدلت الهاء همزة توصّلا إلى الألف لا لإبقائها ، فلا يرد أنّ الهاء أخفّ من الهمزة فلماذا أبدلت بها؟ والجواب أبدلت بها توصّلا إلى الألف فأبدلت همزة ثمّ أبدلت الهمزة ألفا وإنّما لم تقلب الهاء ألفا ابتداء لأنّ قلبها ألفا لم يجىء في موضع آخر حتّى يقاس عليه ، وأمّا قلبها همزة فمحقّق ، مثل ماء حيث كان أصله ماه بدليل مياه ، وأما قلب الهمزة ألفا فشائع ، ثمّ الأهل من حيث المعنى اسم لخاصّة الشّيء الّذي ينسب إليه كأهل الرّجل لامرأته وعياله وأهل الإسلام لمن يتّخذه دينا وأهل القرآن لمن يقرأه ويقوم بحقوقه.
(٦) فإنّ التّصغير كالجمع يردّ الأشياء إلى أصولها فتصغير آل بأهيل دليل على أنّ أصله كان أهل ، إلّا أن يقال : إنّ الاستدلال على كون آل أصله أهل بأهيل غير تامّ. وذلك لاحتمال أن يكون أهيل تصغيرا لخصوص أهل والمعروف بينهم أنّه إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.