في إيضاح المعاني (١) ونوّر قلوبنا (٢) بلوامع التّبيان (٣) من مطالع (٤) المثاني (٥) ، ونصلّي (٦) على نبيّك محمّد المؤيّد (٧)
______________________________________________________
(١) متعلّق بقوله : «البيان» و «في» بمعنى اللّام. والمعنى حينئذ يا من علّمتنا كيفية تلخيص البيان لإيضاح المعاني ، ثمّ المعاني جمع المعنى وهو ما يقصد باللّفظ. ولا يخفى ما في ذكر البيان والمعاني من براعة الاستهلال حيث يكون ذكرهما إشارة إلى خصوص علميّ المعاني والبيان.
(٢) قدّم شرح الصّدور على تنوير القلوب ، لأنّ الصّدر وعاء للقلب وشرح الوعاء مقدّم على دخول النّور في القلب الحالّ في الصّدر.
(٣) اللّوامع : جمع لامعة ، وهي الذّات المضيئة. والتّبيان مصدر بيّن على الشّذوذ إذ مقتضى القياس هو فتح التّاء ولم يجئ بالكسر إلّا تبيان وتلقاء. وإضافة اللّوامع إلى التّبيان إمّا من قبيل إضافة المشبّه به إلى المشبّه فالمعنى نوّر قلوبنا بالتّبيان الّذي هو كالأنجم اللّوامع. أو من إضافة الموصوف إلى الصّفة ، فالمعنى نوّر قلوبنا باللّوامع المبيّنة فيكون التّبيان مصدرا بمعنى اسم المفعول.
ثمّ الفرق بين البيان والتّبيان إنّ البيان هو الإظهار بغير حجة ، والتّبيان هو الإظهار بالحجّة والكشف فهو أبلغ من البيان لأنّ كثرة المباني تدلّ على زيادة المعاني.
(٤) جمع مطلع وهو اسم لمحلّ طلوع الكوكب والمراد به هنا ألفاظ القرآن شبّهت بمحلّ طلوع الكواكب بجامع أن كلّا منها محلّا لطلوع ما يهتدى به.
(٥) جمع المثنى بمعنى التّكرار والمراد به هنا جميع القرآن لتكرار ما فيه من القصص والأحكام. فإضافة المطالع إلى المثاني من إضافة الجزء إلى الكلّ عند من يقول بأنّ القرآن عبارة عن اللّفظ والمعنى جميعا.
(٦) من عادة المؤلّفين أنّهم يذكرون الصّلاة على النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الحمد للمعبود الخالق المنعم وقبل الشّروع في المقصود لكونهم أشرف النّاس عند الله تعالى فيتّخذونهم واسطة بينهم وبين الله عزوجل.
(٧) صفة ل «محمّد» و «محمد» بدل أو عطف بيان من «نبيّك» ولا يجوز أن يكون وصفا له ، لأنّه علم والعلم يوصف ولا يوصف به.