على المخاطب (١) بعدم التّأييد ، مع أنّ المقصود الدّعاء له (٢) بالتّأييد ، فأينما (٣) وقع هذا الكلام فالمعطوف عليه هو مضمون قولهم : لا.
وبعضهم لمّا لم يقف على المعطوف عليه في هذا الكلام (٤) نقل عن الثّعالبيّ حكاية مشتملة على قوله : قلت : لا ، وأيّدك الله ، وزعم (٥) أنّ قوله : وأيّدك الله ، عطف على قوله :
قلت ، ولم يعرف (٦) أنّه (٧) لو كان كذلك (٨) لم يدخل الدّعاء تحت القول ،
________________________________________
(١) أي يتوهّم أنّ قوله : «لا ، أيّدك الله» بدون الواو دعاء على ضرر المخاطب بعدم التّأييد ، مع أنّ المقصود أنّه دعاء لنفع المخاطب بالتّأييد.
(٢) أي مع أنّ المقصود هو الدّعاء للمخاطب بالتّأييد.
(٣) أي «أين» شرطيّة ، جوابها قوله : «فالمعطوف ...» ، ومعنى العبارة : فأيّ محلّ وقع فيه هذا الكلام ، أي مثل هذا الكلام ، ممّا جمع فيه بين «لا» الّتي لردّ كلام سابق ، وجملة دعائيّة نحو : لا ، ونصرك الله ، أو لا ، ورحمك الله ، أو لا ، وأصلحك الله ، فالمعطوف عليه هو مضمون قوله : «لا» ، أي ما تضمّنه «لا» من الجملة ، وقوله : «فأينما» تفريع على قوله : «لكن عطفت عليها» وأتى الشّارح بهذا التّعميم توطئة للرّدّ على البعض الآتي.
(٤) أي «لا وأيّدك الله» ، وما ماثله.
(٥) أي زعم ذلك البعض ، وهو الشّارح الزّوزني ، إنّ قوله : «وأيّدك الله» ، عطف على «قلت» ، لا على مضمون «لا».
(٦) أي ولم يعرف ذلك القائل أنّ هذه جملة خالية من فاعل «نقل».
(٧) أي الضّمير في قوله : «أنّه» للشّأن.
(٨) أي لو كان قوله : «وأيّدك الله» معطوفا على «قلت» لم يدخل الدّعاء تحت القول ، وهو خلاف المقصود من هذا التّركيب ، فإنّ المقصود منه باعتبار الاستعمال العرفيّ ، والقصد الغالبيّ أنّه من جملة المقول ، وأنّ المعنى قلت : «لا» ، وقلت : «أيّدك الله» ، وهذا يقتضي عطف «أيّدك الله» على مضمون «لا» ، لا على مضمون «قلت» ، وليس المعنى قلت : «لا» ، فيما مضى ، ثمّ أنشأ الآن يقول : «أيّدك الله» ، كما هو مقتضى عطفه على نفس «قلت» ، لأنّ العطف عليه يقتضي خروجه عن القول ، وأنّه غير محكيّ به ، كما لا يخفى.