لأنّ معظم أبوابه (١) الفصل والوصل ، وهو (٢) مبنيّ على الجامع [لا سيّما (٣)] الجامع [الخياليّ ، فإنّ جمعه (٤) على مجرى (٥) الألف والعادة] بحسب انعقاد (٦) الأسباب في (٧) إثبات الصّور في خزانة الخيال ، وتباين (٨) الأسباب ممّا يفوته الحصر.
________________________________________
(١) أي أبواب علم المعاني هذا الكلام على وجه المبالغة ، إذ ليس في الحقيقة باب الفصل والوصل معظم أبواب علم المعاني ، والمعنى المراد أنّ علم المعاني معياره الفصل والوصل ، بمعنى أنّ من أدركه كما ينبغي لم يصعب عليه شيء من سائر الأبواب ، بخلاف العكس أو المراد بالمعظم الأصعب. ولمّا يتوقّف تحقّق الفصل والوصل على الجامع تأكّدت حاجة صاحب هذا العلم إلى معرفة الجامع.
(٢) أي باب الفصل والوصل مبنيّ على الجامع وجودا وعدما.
(٣) أي خصوصا الجامع الخياليّ ، فإنّه أوكد أنواع الجامع الثّلاثة.
(٤) أي كونه جامعا بين الشّيئين ، وهذا علّة لقوله : «لا سيّما».
(٥) أي مبنيّ على جريان المألوف والمعتاد ، أي على جريان الصّورة المألوفة والمعتادة ، والمراد بجريانها وقوع ذلك المألوف من الصّور والمعتاد منها وقوعا متكرّرا في الخيالات والنّفوس ، فبذلك يحصل الاقتران الّذي هو الجامع.
(٦) أي وجود الأسباب ، أسباب التّقارن ، فالباء في قوله : «بحسب ...» متعلّق بمجرى ، والمعنى أنّ الجمع به مبنيّ على وجود الصّور المألوفة في الخيال ، ووجودها فيه بحسب الأسباب المقتضية لإثبات تلك الصّور واقترانها في الخيال ، كصنعة الكتابة ، فإنّها سبب لاقتران القلم والدّواة كما عرفت.
(٧) متعلّق بالأسباب ، وإضافة «خزانة» إلى «الخيال» بيانيّة ، وقوله : «في خزانة» متعلّق ب «إثبات» ، والمعنى أنّ كون الخياليّ جامعا بين الشّيئين مبنيّ على جريان الألف والعادة ، أي على وقوع الصّورة المألوفة والمعتادة متكرّرا بحسب انتظام الأسباب ، وحيث إنّ انتظام تلك الأسباب مختلف بالنّظر إلى الأشخاص ترتّبا ووضوحا ، كان لصاحب علم المعاني استفراغ وسعه في معرفة تلك الأسباب ، وتشخيص الجامع الخياليّ صغرى.
(٨) مبتدأ وقوله : «ممّا يفوته الحصر» خبره ، ومعنى العبارة : إنّ الأسباب المتباينة المتغايرة المقتضية لإثبات صور المحسوسات في الخيال ممّا يفوته الحصر ، أي ممّا لا يدخل تحت