[باتّصال] أي باعتبار (١) اتّصال ، فالباء ههنا مثلها (٢) في قولهم : التّشبيه بالوجه العقليّ أعمّ إذا الأمر المشترك فيه ههنا هو اتّصال [ابتداء مطمع (٣) بانتهاء مؤيس (٤)] ، وهذا (٥)
________________________________________
المعنى من هذا الشّطر ، أي الشّطر الأوّل كان حاصل التّشبيه أنّ الحالة الأولى كالحالة الثّانية الّتي هي إبراق الغمامة لقوم ... ، في كون كلّ منهما حالة فيها ظهور شيء لمن هو في غاية الحاجة إلى ما فيه ، وهذا خلاف المقصود للشّاعر ، لأنّ المراد ليس تشبيه حالة شيء مطمع بحالة شيء مطمع آخر ، بل المراد تشبيه حالة هي اتّصال شيء مطمع خاصّ أعني ظهور المرأة وأطماعها ، بانتهاء شيء مؤيس خاصّ أعني إعراضها وتولّيها بحالة ، هي اتّصال ابتداء شيء مطمع خاصّ آخر ، أعني ظهور الغمامة لهم بانتهاء شيء مؤيس آخر ، أعني تفرّقها وانكشافها في مطلق حالة ، هي اتّصال ابتداء شيء مطمع بانتهاء شيء مؤيس ، ولا شكّ في أنّ انتهاء الشّيء المؤيس إنّما يؤخذ من الشّطر الثّاني.
(١) أي بواسطة اتّصال ابتداء مطمع بانتهاء مؤيس ، فالباء في قوله باتّصال للآلة مثلها ، في قوله : حفرت بالقدوم ، أي بواسطته ، وحينئذ فهي داخلة في كلام المصنّف على وجه الشّبه ، فوجه الشّبه هو اتّصال ابتداء مطمع بانتهاء مؤيس.
(٢) أي مثل الباء في قولهم : «التّشبيه بالوجه العقليّ أعمّ» ، أي التّشبيه بواسطة وجه الشّبه العقليّ أعمّ من التّشبيه بالوجه الحسّيّ ، فتكون الباء للدّلالة ، وأمّا كون التّشبيه بالوجه العقليّ أعمّ فلما مرّ من أنّه متى كان الوجه حسّيّا فلا يكون الطّرفان إلّا حسّيّين ، وأمّا إذا كان الوجه عقليّا فتارة يكونان حسّيّين ، وتارة عقليّين ، وتارة مختلفين.
(٣) أي ابتداء شيء مطمع ، وهذا مأخوذ من الشّطر الأوّل ، وذلك كظهور السّحابة للقوم العطاش في المشبّه به ، وظهور الأمر المحتاج لما فيه في المشبّه.
(٤) أي بانتهاء شيء مؤيس ، وهذا مأخوذ من الشّطر الثّاني ، وذلك كتفرّق السّحابة وانجلائها في المشبّه به ، وزوال الأمر المرغوب لما فيه في المشبّه ، وإذا علمت أنّ التّشبيه بواسطة الوجه المذكور ، أعني اتّصال ابتداء المطمع بانتهاء المؤيس وجب انتزاعه من مجموع البيت ، وكان الانتزاع من الشّطر الأوّل فقطّ ، لأنّه لا يفيد ذلك المعنى.
(٥) أي التّشبيه في البيت المركّب ، بخلاف التّشبيهات المجتمعة ، وفي هذا إشارة إلى الفرق بين وجه الشّبه المركّب والمتعدّد في التّشبيهات المجتمعة.