شبّه (١) الحال بإنسان متكلّم في الدّلالة على المقصود]. وهو (٢) استعارة بالكناية [فأثبت لها] أي للحال [اللسّان الّذي به (٣) قوامها (٤)] أي قوام الدّلالة [فيه] أي في الإنسان المتكلّم ، وهذا الإثبات استعارة تخييليّة ، فعلى هذا (٥) كلّ من لفظي الأظفار والمنيّة حقيقة مستعملة في معناها الموضوع له ، وليس في الكلام مجاز لغوي (٦)
________________________________________________________
لسان حالي ، فحذف الجواب وأقام لازمه ، وهو قوله : «فلسان حالي» مقامه ، وقوله : «بشكر برّك» متعلّق ب «مفصحا» أي ولئن نطقت بلسان المقال مفصحا بشكر برّك ، وقوله : «بالشّكاية» متعلّق بأنطق ، أي فلسان حالي أنطق بالشّكاية من لسان مقالي ، لأنّ ضرّك أكثر من برّك.
(١) أي والشّاهد في أنّ الشّاعر «شبّه الحال بإنسان متكلّم في الدّلالة على المقصود».
(٢) أي تشبيه الحال استعارة بالكناية ، وليس للحال أمر ثابت حسّيّا أو عقلا أجري عليه اسم اللسّان ، بل إطلاق الاسم ههنا على ما هو وهميّ ، فتشبيه الحال استعارة بالكناية ، وإثبات اللسّان للحال استعارة تخييليّة.
(٣) أي بسبب اللسّان وجود الدّلالة على المقصود ، إذ لو لم يكن للإنسان لسانه لم تحصل الدّلالة على المقصود.
(٤) أي الّذي حصل به قوام تلك الدّلالة ، وأصل قوام الشّيء ما يقوم به ويوجد منه ، كأجزاء الشّيء ولذلك يقال للخيوط الّتي يصنع منها الحبل إنّها قوامه ، والمراد به هنا وجوده وتحقّقه ، ومن المعلوّم أنّ قوام الدّلالة في الإنسان المتكلّم من حيث إنّه متكلّم إنّما هو باللسّان.
(٥) أي فعلى ما ذكرنا من أن تشبيه المنيّة بالسّبع استعارة بالكناية ، وإثبات الأظفار لها استعارة تخييليّة.
(٦) أي لأنّ المجاز اللّغوي عبارة عن الكلمة المستعملة في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة ، وليس في الكلام أعني قوله : «وإذا المنيّة أنشبت أظفارها» ، لفظ مستعمل في غير ما وضع له على كلام المصنّف ، وإنّما المجاز الّذي في ذلك الكلام هو إثبات شيء لشيء ليس هو له وهذا مجاز عقليّ ، كإثبات الإنبات للرّبيع على ما سبق في المجاز العقليّ.