بمنزلة (١) قولنا : في اصطلاح به التّخاطب ، مع كون هذا أوضح وأدلّ على المقصود أقامه المصنّف مقامه آخذا بالحاصل من كلام السّكّاكي فقال [في غير ما وضعت له بالتّحقيق في اصطلاح به التّخاطب مع قرينة مانعة عن إرادته] أي إرادة معناها (٢) في ذلك الاصطلاح.
[وأتى] السّكّاكي [بقيد التّحقيق (٣)] حيث قال : موضوعة له بالتّحقيق [لتدخل] في تعريف المجاز [الاستعارة] الّتي هي مجاز لغوي [على ما مرّ (٤)] من أنّها مستعملة فيما وضعت له بالتّأويل لا بالتّحقيق ، فلو لم يقيّد الوضع بالتّحقيق لم تدخل هي في التّعريف (٥) لأنّها ليست مستعملة في غير ما وضعت له بالتّأويل (٦).
________________________________________________________
(١) أي إنّما كان بمنزلته ، لأنّ معناه أنّ المجاز هو الكلمة المستعملة في غير المعنى الّذي يقع به التّخاطب ، والاستعمال بمعنى أنّ المغايرة إنّما هي بالنّسبة إلى حقيقة تلك الحقيقة عند المستعمل ، فإن كانت حقيقتها شرعيّة وكان المعنى الّذي استعملت فيه غيرا بالنّسبة إليه عند المستعمل الّذي هو المخاطب بعرف الشّرع كان مجازا شرعيّا ، وإن كانت حقيقتها لغويّة ، وكان المعنى الّذي استعملت فيه غيرا بالنّسبة إليه عند المستعمل اللّغوي كانت مجازا لغويّا ، وهكذا يقال في المجاز العرفيّ ، ولا شكّ أنّ هذا المعنى هو ما أفاده قوله : «استعمالا في الغير بالنّسبة إلى نوع حقيقتها» فيكون بمنزلة ما ذكره المصنّف ، فقول المصنّف : «في اصطلاح به التّخاطب» حاصل قول السّكّاكي استعمالا في الغير بالنّسبة إلى نوع حقيقتها. كما أشار إليه الشّارح بقوله : «آخذا بالحاصل».
(٢) أي معنى الكلمة في الاصطلاح الّذي يقع به التّخاطب.
(٣) أي قيّد السّكّاكي الوضع في قوله : «غير ما وضعت» ، بالتّحقيق ليدخل في تعريف المجاز الاستعارة الّتي هي مجاز لغوي.
(٤) أي مرّ في أوّل هذا الفصل.
(٥) أي في تعريف المجاز.
(٦) أي بل مستعملة فيما وضعت له بالتّأويل ، فهي مستعملة فيما وضعت له في الجملة فمجرّد قولنا : «في غير ما وضعت له» لا يدخلها في تعريف المجاز ، فلا بدّ في إدخالها في تعريف المجاز من تقييد الوضع بالتّحقيق ، فتخرج الاستعارة من الحقيقة والوضع وتدخل في المجاز ، لأنّها ليست مستعملة فيما وضعت له بالتّحقيق ، بل بالتّأويل فلو لم يرد قيد