[فاخترع لها (١)] أي للمنيّة صورة [مثل صورة الأظفار] المحقّقة ، [ثمّ أطلق (٢) عليه] أي على ذلك المثل ، أعني الصّورة الّتي هي مثل صورة الأظفار [لفظ الأظفار] ، فيكون (٣) استعارة تصريحيّة ، لأنّه قد أطلق اسم المشبّه به ، وهو الأظفار المحقّقة على المشبّه ، وهو صورة وهميّة شبيهة بصورة الأظفار المحقّقة ، والقرينة إضافتها إلى المنيّة ، والتّخييليّة (٤) عنده قد تكون بدون الاستعارة بالكناية.
________________________________________________________
قلت : في الكلام حذف مضاف ، والأصل وما يكون به كمال قوام اغتيال السّبع للنّفوس على الخصوص ، فلا منافاة.
(١) أي فلمّا صوّر الوهم للمنيّة بصورة السّبع بالتّصوير الوهمي ، وأثبت لها لوازم يكون بها قوام حصول وجه الشّبه ، اخترع الوهم لتلك المنيّة صورة وهميّة مثل صورة الأظفار المختصّة بالسّبع في الشّكل والقدر.
(٢) أي أطلق الهذلي على ذلك المثل لفظ الأظفار الموضوع للصّورة الحسّيّة بعد رعاية التّشبيه.
(٣) أي فيكون لفظ الأظفار استعارة تصريحيّة تخييليّة ، أمّا كونها تخييليّة فلأنّ اللّفظ نقل من معناه لأصلي لمعنى متخيّل ، أي متوهّم لا ثبوت له في نفس الأمر ، وأنّ الكلام في تفسير التّخييليّة ، وأمّا كونها تصريحيّة فلأنّه قد أطلق اسم المشبّه به وهو الأظفار المحقّقة على المشبّه وهو الصّورة الوهميّة.
والقرينة على أنّ الأظفار نقلت عن معناها وأطلقت على معنى آخر هي إضافة الأظفار إلى المنيّة ، فإنّ معنى الأظفار الحقيقي ليس موجودا في المنيّة ، فوجب أن يعتبر فيها معنى يطلق عليه اللّفظ ، ولا يكون إلّا وهميّا لعدم إمكانه حسّا أو عقلا.
(٤) أي قوله : «والتّخييليّة عنده ...» جواب سؤال مقدّر ، هو فعلى هذا يجب عند السّكّاكي أن تكون الاستعارة التّخييليّة تابعة للاستعارة بالكناية ، ومعنى التّابعة ههنا أنّه لا توجد بدون الكناية ، فلا تنفكّ التّخييليّة عن الكناية.
وحاصل الجواب
إنّ التّخييليّة عند السّكّاكي قد تكون بدون الاستعارة بالكناية ، وأمّا عند المصنّف والقوم فهما متلازمان لا توجد إحداهما بدون الأخرى ، فالأظفار في المثال المعروف ترشيح للتّشبيه