محضة (١)] لا يشوبها شيء من التّحقيق العقليّ أو الحسّي [كلفظ الأظفار في قول الهذلي]
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها |
|
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |
[فإنّه (٢) لما شبّه المنيّة بالسّبع في الاغتيال (٣) أخذ الوهم في تصويرها] أي المنيّة [بصورته] أي السّبع ، [واختراع (٤) لوازمه لها] أي لوازم السّبع للمنيّة ، وعلى الخصوص (٥) ما يكون قوام (٦) اغتيال السّبع للنّفوس به ،
________________________________________________________
(١) أي خالصة من التّحقّق الحسّي والعقليّ ، وقوله : «لا يشوبها شيء» تفسير لقوّة محضة ، ونصّ كلامه في المفتاح هو أنّ المراد بالتّخييليّة أن يكون المشبّه المتروك شيئا وهميّا محضا لا تحقّق له إلّا في مجرّد الوهم.
(٢) أي الهذلي هذا إشارة إلى منشأ ثبوت تلك الصّور بالوهم ، وكيفيّة ذلك التّصوير بالوهم.
(٣) أي أخذ النّفوس وإهلاكها بالقهر والغلبة ، أي لمّا شبّه المنيّة بالسّبع في الاغتيال ، انعقد بذلك التّشبيه ارتباط بين الموت والسّبع في ذلك الاغتيال ، ولأجل ذلك الارتباط الموجب لأن ينتقل ويثبت لأحد المرتبطين ما ثبت للآخر ، شرع الوهم الّذي من شأنه فرض ـ المستحيلات وتقدير الأباطيل بإعمال المتخيّلة في تصوير المنيّة بصورة السّبع ، لأنّ ذلك مقتضى المشابهة والارتباط ، ولو لم يكن صحيحا في نفس الأمر.
(٤) أي عطف على «تصويرها» أي شرع الوهم في تصوير المنيّة ، وفي اختراع لوازم لها مثل لوازمه كالأظفار.
(٥) أي على بمعنى الباء وهو متعلّق بقوله : «يكون بعده» و «ما يكون» عطف على لوازم عطف تفسير ، قوله : «به» أيضا متعلّق ب «يكون».
(٦) أي حصول اغتيال السّبع للنّفوس بالخصوص ، وأشار بهذا إلى أنّه ليس المراد مطلق اللّوازم ، لأنّ للسّبع لوازم كثيرة كعدم النّطق لكن ليست مرادة ، بل المراد لوازم خاصّة يكون بها قوام وجه الشّبه.
فإن قلت : جعله قوام الاغتيال بالأظفار ينافي ما سبق للشّارح من أنّ الأظفار بها كمال الاغتيال لا قوامه ، لأنّ الاغتيال قد يكون بالنّاب ، بخلاف اللسّان فإنّ به قوام الدّلالة في المتكلّم.