الكناية] أي ترك التّصريح ومال إلى الكناية [بأن جعلها] أي تلك الصّفات [في قبّة] تنبيها على أنّ محلّها (١) ذو قبّة ، وهي (٢) تكون فوق الخيمة يتّخذها الرّؤساء (٣) [مضروبة عليه (٤)] أي على ابن الحشرج ، فأفاد (٥) إثبات الصّفات المذكورة له ، لأنّه إذا أثبت الأمر (٦) في مكان الرّجل وحيّزه ، فقد أثبت له. [ونحوه] أي مثل البيت المذكور في كون الكناية لنسبة الصّفة إلى الموصوف بأن (٧) تجعل فيما يحيط به ، ويشتمل عليه [قولهم : المجد بين (٨) توبيه والكرم بين برديه] حيث لم يصرّح (٩) بثبوت المجد والكرم له ، بل كنّى عن ذلك بكونهما بين برديه وبين ثوبيه.
________________________________________________________
أي في هذا القسم الحصر ، بل المراد به الثّبوت للموصوف سواء كان على وجه الحصر أم لا ، وقوله : «وبه يعرف ...» استدلال على ما قدّمه من أنّه ليس المراد بالاختصاص في هذا القسم الحصر ، وحينئذ فلا تكرار بين ما هنا وما تقدّم.
(١) أي محلّ تلك الصّفات صاحب قبّة ، لأنّه معلوم أنّ تلك الصّفات لا بدّ لها من محلّ تقوم به في تلك القبّة ، وهي صالحة لصاحب القبّة.
(٢) أي القبّة «تكون فوق الخيمة».
(٣) أي يتّخذ الرّؤساء تلك القبّة علامة للرّياسة.
(٤) أي مضروبة تلك القبّة والخيمة على ابن الحشرج.
(٥) أي فأفاد الشّاعر بذكر ابن الحشرج «إثبات الصّفات المذكورة لابن الحشرج».
(٦) أي الشّيء ، أي الصّفات المذكورة في مكان الرّجل وحيزه ، فقد أثبت له ، أي الرّجل ، وذلك لاستحالة قيام ذلك الأمر بنفسه ، ووجوب قيامه بمحلّ وهو صاحب القبّة.
(٧) أي الباء في قوله : «بأن» للسّببيّة ، أي بسبب جعل الصّفة فيما يحيط بالموصوف ، فينتقل من ذلك لإثباتها للموصوف قوله : «ويشتمل عليه» عطف تفسير على قوله : «يحيط به».
(٨) أي المجد هو الشّرف والكرم صفة ينشأ عنها بذل المال عن طيب نفس ، والثّوبان والبردان متقاربان ، والتّثنيّة ـ فيهما إشارة إلى أنّ الغالب في الملبوس تعدّده ، وهما على تقدير المضاف ، أي بين أجزاء برديه وثوبيه.
(٩) أي وإنّما كان هذا المثال نحو ما تقدّم من البيت في كون الكناية لنسبة الصّفة