أيضا (١) وهي الجمع بين متضادّين ، أي (٢) معنيين متقابلين في الجملة (٣)] أي يكون بينهما تقابل وتناف ولو في بعض الصّور ، سواء كان التّقابل حقّيقيّا أو اعتباريّا ، وسواء كان تقابل التّضاد ، أو تقابل الإيجاب والسّلب ، أو تقابل العدم والملكة ، أو تقابل التّضايف ، أو ما شبّه شيئا من ذلك (٤) [ويكون] ذلك الجمع (٥) [بلفظين من نوع] واحد من أنواع الكلمة [اسمين نحو : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)(١) ، أو فعلين نحو : (يُحْيِي وَيُمِيتُ)(٢) ، أو حرفين نحو : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٣).
________________________________________________________
(١) أي كما تسمّى المطابقة.
(٢) أي تفسير متضادّين بمعنيين متقابليين إشارة إلى أنّ المراد من المتضادّين مطلق المتقابلين والمتنافيين ، أي المراد من التّضادّ هو مطلق التّنافي والتّقابل ، سواء كان حقّيقيّا ، كتقابل القدم والحدوث ، أو اعتباريّا كتقابل الإحياء والإماتة ، فإنّهما لا يتقابلان إلّا باعتبار بعض الصّور ، وهو أن يتعلّق الإحياء بحياة جرم في وقت ، والإماتة بإمامته في ذلك الوقت ، وإلّا فلا تقابل بينهما باعتبار أنفسهما ، ولا باعتبار المتعلّق عند تعدّد الوقت.
ثمّ التّقابل الحقيقي سواء كان تقابل التّضادّ كتقابل الحركة والسّكون ، أو تقابل الإيجاب والسّلب كتقابل مطلق الوجود وسلبه ، أو تقابل العدم والملكة كتقابل العمى والبصر ، أو تقابل التّضايف كتقابل الأبوّة والبنوّة.
(٣) أي من غير تفصيل في ذلك التّقابل والتّنافي ، بأن يعيّن مقداره من كونه فيما بين معنيين كالنّقيضين أو الضّدين أو غير ذلك ، فالمراد بالتّضادّ والتّقابل هنا أن يكون بين الشّيئيين تنافي وتقابل ولو في بعض الصّور ، ولو كان اعتباريّا.
(٤) أي ما يكون ملحقا بذلك ممّا يشعر بالتّنافي لاشتماله بوجه ما يوجب التّنافي بين شيئين ، كما سيأتي بيانه.
(٥) أي الجمع بين متضادّين بلفظين من نوع واحد من أنواع الكلمة ، بأن يكونا اسمّين نحو قوله تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) ، والإيقاظ جمع يقظ على وزن عضد أو كتف بمعنى يقظان ، و (رُقُودٌ) جمع راقد بمعنى النّوم ، فالجمع بين إيقاظ ورقود مطابقة ، لأنّ اليقظة
__________________
(١) سورة الكهف : ١٨.
(٢) سورة المؤمنون : ٨٠.
(٣) سورة البقرة : ٢٨٦.