هو له ، والظّرف (١) منصوب بإضمار اذكر ـ أو بقوله : (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ) أي بما ينفع من جواب أو شفاعة (٢) (إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ) أي من أهل الموقف (شَقِيٌ) مقضّي له بالنّار (وَسَعِيدٌ) مقضّي له بالجنّة (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ) إخراج النّفس (٤) بشدّة (وَشَهِيقٌ) ردّه (٥) بشدّة (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)(١) أي سماوات الآخرة وأرضها (٧) أو هذه العبارة كناية عن التّأبيد ونفي الانقطاع (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) أي إلّا وقت مشيئة الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) من تخليد البعض كالكفّار ، وإخراج البعض كالفسّاق (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي
________________________________________________________
أي خوفه ، والتّأويل بالهول والخوف إنما لمناسبة المقام ، لأنّ المقصود إنّما هو ذلك لا الإخبار بمجيء الزّمان.
(١) يعني «يوم يأت» منصوب «بإضمار أذكر أو» منصوب «بقوله لا تكلّم».
(٢) وإنّما انحصر التّكلّم في الجواب أو الشّفاعة إمّا لعدم المنع من غيرهما على الإطلاق أو لأنّه الأنسب بقوله تعالى قبل هذه الآية : (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ)(٢) الآية ، ولأنّ عدم التّكلّم بما ينفع هو الموجب لزيادة شدّة الهول ، فإنّ المنع من الكلام بغير ذلك كمطالبة الخصم بالحق لا يوجب ذلك.
(٣) أي بإذن الله كقوله تعالى : (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ)(٣).
(٤) أي إلى الخارج على وجه مخصوص أي بشدّة.
(٥) أي إلى الباطن كذلك.
(٦) أي في النّار.
(٧) لأنّ سماوات الآخرة وأرضها مخلوقة للأبد ، وأمّا سماوات الدّنيا وأرضها فقال الله تعالى : ونطوي السّماء ونبدّل الأرض غير الأرض ، والخلود كناية عن طول المدّة فكأنّه قيل خالدين فيها خلودا طويلا لا نهاية له.
__________________
(١) سورة هود : ١٠٧.
(٢) سورة هود : ١٠١.
(٣) سورة النّبأ : ٣٨.