أي الظّاهر [أو] المبالغة [في الذّمّ كقوله : وما أدري وسوف إخال (١)] أي أظنّ ، وكسر همزة المتكلّم فيه هو الأفصح ، وبنو أسد تقول : أخال ، بالفتح ، وهو القياس [أدري* أقوم آل حسين أم نساء] فيه دلالة على أنّ القوم هم الرّجال خاصّة. [والتّدلّه] ، أي وكالتّحيّر والتّدهّش (٢) [في الحبّ في قوله : بالله يا ظبيّات القاع] وهو المستوى (٣) من الأرض [قلن لنا* ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر] وفي إضافة ليلى إلى نفسه أوّلا والتّصريح باسمها (٤) ثانيا استلذاذ (٥) ، وهذا أنموذج (٦) من نكت التّجاهل ، وهي أكثر من أن يضبطها القلم.
________________________________________________________
(١) تمام البيت :
وما أدري وسوف أخال أدري |
|
أقوم آل حصين أم نساء |
والشّاهد في أنّه ، أي زهير يعلم أنّ آل حصين رجال لكنّه تجاهل ، وأظهر أنّه التبس عليه أمرهم في الحال ، ولو كان سيعلم في المستقبل فلم يدر في الحال هل هم رجال أم نساء ، فتجاهله المنزّل منزلة الجهل فيه إظهار المبالغة في ذمّهم بأنّهم بحيث يلتبسون بالنّساء في قلّة فائدتهم ، فكان هذا التّجاهل إظهار لنهاية الذّمّ وأنّهم بمنزلة النّساء. هذا معنى المبالغة في الذّمّ.
(٢) أي ذهاب العقل بسبب العشق ، وبعبارة أخرى يتجاهل العارف للتّدلّه في الحبّ ، وذلك كما في قول الحسين بن عبد الله :
بالله يا ظبيّات القاع قلن لنا |
|
ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر |
والشّاهد في أنّه يعلم أنّ ليلى من البشر ، فتجاهلها وأظهر أنّه أدهشه الحبّ حتّى لا يدري هل هي من الظّبيّات الوحشيّة أم من البشر؟! فلذلك سأل الظّبيّات عن حالها.
(٣) أي الأرض المستوية.
(٤) أي باسمها الظّاهر.
(٥) أي استلذاذ أكثر من عدم الإضافة ، ومن الإضمار.
(٦) والأنموذج بالهمزة تصحيف ، يعني مع كونه تصحيفا جرى على الألسن ، وإنّما قلنا : إنّها أنموذج من نكت التّجاهل ، لأنّها أكثر من أن تضبط بالقلم.