وصف لحوقه بالأحبّة المرتحلين ، وطلوع شمس وجه الحبيب من جانب الخدر في ظلمة اللّيل ، ثمّ استعظم ذلك ، واستغرب وتجاهل تحيّرا وتدلّها ، وقال : أهذا حلم أراه في النّوم ، أم كان في الرّكب يوشع النّبي عليهالسلام ، فردّ الشّمس [إشارة إلى قصّة يوشع عليهالسلام واستيقافه الشّمس] على ما روي من أنّه قاتل الجبّارين يوم الجمعة ، فلمّا أدبرت الشّمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ، ويدخل السّبت ، فلا يحل له قتاله فيه ، فدعا الله تعالى ، فردّ له الشّمس حتّى فرغ من قتالهم. [وقوله : لعمرو] اللّام للابتداء ، وهو مبتدأ [مع الرّمضاء] أي الأرض الحارّة الّتي ترمض فيها القدم ، أي تحترق ، حال من الضّمير في أرقّ [والنّار] مرفوع معطوف على عمرو ـ أو مجرور معطوف على الرّمضاء [تلتظى] حال منها ، وما قيل : إنّها صلة على حذف الموصول ، أي النّار الّتي تلتظى تعسّف لا حاجة إليه [أرقّ] خبر المبتدأ من ـ رقّ له إذا رحمه [وأحفى] من حفي عليه تلطّف وتشفّق [منك في ساعة الكرب ، أشار إلى البيت المشهور] وهو قوله : [المستجير] أي المستغيث [بعمرو عند كربته] الضّمير للموصول ، أي الّذي يستغيث عند كربته بعمرو [كالمستجير من الرّمضاء بالنّار] وعمرو هو جسّاس بن مرّة ، وذلك لأنّه لما رمى كليبا ، ووقف فوق رأسه ، قال له كليب : يا عمرو أغثني بشربة ماء ، فأجهز عليه ، فقيل : المستجير بعمرو ـ البيت.
________________________________________________________
الضّمير في أخراهم ولهم للأحبّة المرتحلين ، وإن لم يجر لهم ذكر في اللّفظ.
والشّاهد : في أنّ أبا تمّام أشار إلى قصّة يوشع بن نون فتى موسى عليهالسلام واستيقافه الشّمس ، أي طلبه وقوف الشّمس ، فإنّه روي أنّه قاتل الجبّارين يوم الجمعة ، فلمّا أدبرت الشّمس خاف أن تغيب الشّمس ، قبل أن يفرغ منهم ، ويدخل السّبت ، ولا يحلّ قتالهم فيه ، فدعا الله تعالى فردّ له الشّمس حتّى فرغ من قتالهم ، وفي بعض الرّوايات أن الشّمس غربت وردّت له بعد غروبها. هذا تمّام الكلام في التّلميح إلى القصّة. وأمّا التّلميح إلى الشّعر فهو قول أبي تمّام :
لعمرو من الرّمضاء والنّار تلتظى |
|
أرقّ وأحفى منك في ساعة الكرب |
والشّاهد أن الشّاعر أشار إلى البيت المشهور :
المستجير بعمرو عند كربته |
|
كالمستجير من الرّمضاء بالنّار |