وإلّا أعرض (١) عنه ، وإن كان الباقي في غاية الحسن ، فالابتداء الحسن في تذكار الأحبّة والمنازل ، [كقوله :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط (٢) اللّوى بين الدّخول فحومل] |
السّقط منقطع الرّمل حيث يدّق ، واللّوى رمل معوج ملتو ، والدّخول وحومل موضعان ، والمعنى بين أجزائه الدّخول (٣) ، [و] في وصف الدّار [كقوله (٤) :
قصر عليه تحيّة وسلام |
|
خلعت عليك جمالها الأيّام (٥)] |
خلع عليه ، أي نزع (٦) ثوبه وطرحه عليه ، [وينبغي أن يتجنّب في المديح ما
________________________________________________________
(١) أي أعرض السّامع عنه ورفضه لقبحه ، وإن كان الباقي في غاية الحسن واللطّافة.
(٢) السّقط مثلث السّين بمعنى عند ، وهو منقطع الرّمل ، أي الموضع الّذي ينقطع فيه الرّمل ، واللّوى رمل معوجّ يلتوى ، أي يميل بعضه على بعض ، الدّخول وحومل موضعان معروفان عند العرب.
والشّاهد في المصراع الأوّل من البيت فإنّه أحسن فيه لأنّه أفاد فيه ثلاثة أمور :
أوّلها : أنّه وقف واستوقف.
وثانيها : أنّه بكى واستبكى.
وثالثها : أنّه ذكر الحبيب والمنزل ، كلّ ذلك بلفظ لا تعقيد فيه ، ولا تنافر ولا ركاكة ، ولكنّها مطابق لمقتضى الحال.
(٣) لأنّ ـ بين ـ لا تدخل إلّا على متعدّد.
(٤) أي وحسن الابتداء في وصف الدّار كقول أشجع السّلمي ، قصر عليه البيت ...
(٥) هو لأشجع السّلمي من شعراء الدّولة العباسيّة ، والرّواية ـ نثرت ـ بدل خلعت ، وهو من قصيدة له في مدح هارون الرّشيد.
(٦) هذا التّفسير إشارة إلى أنّه ضمّن خلع معنى طرح ، فعدّاه إلى المفعول الثّاني بعلى ، وفي الأساس خلع عليه إذا انتزع ثوبه ، وطرحه عليه.