.................................................................................................
______________________________________________________
التقية كما ظنّه بعض (١) المتأخّرين أو أنّ ذلك كان مختصّاً بزمن الرسول صلىاللهعليهوآله كما ظنّه الاستاذ قدسسره (٢) الشريف.
والمخالف إنمّا هو مَن لا نعرفه من علمائنا وإنّما حكاه عنه المصنّف في «التذكرة (٣) ونهاية الإحكام (٤)» ويكفيك أنّ الشهيد (٥) لم يعرفه حيث قال : ونقل عن بعض الأصحاب. وما نسبه بعض المتأخّرين (٦) إلى «المختلف» من المخالفة فغير صحيح ألبتة ، وإنّما عرف الخلاف من بعض متأخّري المتأخّرين كصاحب «الذخيرة (٧) والمفاتيح (٨)» والحرّ العاملي (٩) والمحدّث
__________________
(١) منهم البحراني في الحدائق الناضرة : في صلاة الجماعة ج ١١ ص ٢٠٧ ٢٠٩.
(٢) مصابيح الظلام : في صلاة الجماعة ج ٢ ص ٢٩٤ س ١٩ ٢٢ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٣) تذكرة الفقهاء : في صلاة الجماعة ج ٤ ص ٣٠٦.
(٤) نهاية الإحكام : في صلاة الجماعة ج ٢ ص ١٥٣.
(٥) ذكرى الشيعة : في صلاة الجماعة ج ٤ ص ٤١٤.
(٦) كما في الحدائق الناضرة : في الجماعة ج ١١ ص ٢٠٤.
(٧) ذخيرة المعاد : في صلاة الجماعة ص ٣٩١ س ٢١ وما بعده وس ٣٢.
(٨) مفاتيح الشرائع : في صلاة الجماعة ج ١ ص ١٦٤.
(٩) اختلف فتوى الحرّ رحمهالله في المقام ، فالّذي يظهر من الوسائل أنّه موافق للمشهور وذلك لأنّه عقد باباً في الوسائل وجاء في عنوانه بقوله : باب استحباب تقديم الأقرأ فالأقدم هجرةً فالأسنّ فالأفقه فالأصبح .. وهذا يعطي أنّ الأقرأ إذا وجد مقدّم على الأفقه والأسنّ وغيرهما وذلك لمكان الفاء الظاهر في تأخير مدخوله عن المذكور قبله ، ويدلّ عليه أنّه ذكر من الأخبار ما هو صريح في ذلك. وفي مقابله ما يستظهر من كتابه هداية الامّة حيث ذكر من المرجّحات المنصوصة للأئمّة عند التعارض وهى اثنا عشر : الأوّل كونه أفضل ، والثاني كونه أعلم ، والثالث كونه أفقه ، والرابع كونه مرضيّاً عند المأمومين ، والخامس كونه أقرأ ، والسادس كونه أقدم هجرةً ، والسابع كونه أسنّ ، والثامن كونه أصبح ، والتاسع كونه صاحب المنزل ، والعاشر كونه صاحب السلطان ، والحادي عشر كونه قرشيّاً ، والثاني عشر كونه ممّن يوثق بدينه ، انتهى ما في الهداية : ج ٣ ص ٣٨١. فإن حملنا كلامه على إرادة الترتيب المقامي فلا شكّ أنّ الأفقه مقدّم بنظره على الأقرأ ، وإن حملناه على الترتيب الذكري فلا دلالة فيه على تقديمه على الأقرأ بل جاء لمجرّد كونه من المرجّحات ، فكلامه هذا في الهداية ليس مثل كلامه