.................................................................................................
______________________________________________________
والراعي لأنّه عملهم.
وقيل (١) : أن لا يكون السفر عمله ومن كان منزله وبيته معه. قال الاستاذ قدسسره في «المصابيح (٢)» هذا أولى ، لأنّه سالم من الإيراد ملحوظة فيه العلّة وتلك العبارات مورد الاعتراضات وليست مورد النصّ ويمكن إرجاعها إلى هذه العبارة. وفي «الذخيرة (٣)» لعلّ مرادهم يعني القدماء مَن كان عمله السفر. قلت : لا ريب أنّ ذلك مرادهم ، إذ ليس المراد من قوله عليهالسلام (٤) «لأنّه عملهم» أنّه عملهم على الدوام بل المراد الغلبة والكثرة ، وفي رواية عبد الله بن جعفر (٥) عن أبي الحسن عليهالسلام إشارة إلى ذلك فلتلحظ.
__________________
(١) القائل هو الكاشاني في الوافي : ب ١٨ من أبواب فضل الصلاة ج ٧ ص ١٦٥.
(٢) مصابيح الظلام : في صلاة المسافر ج ١ ص ١٣٢ س ١٤ وما بعده (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٣) ذخيرة المعاد : في صلاة المسافر ص ٤٠٩ س ٤٢.
(٤) وسائل الشيعة : ب ١١ من أبواب صلاة المسافر ح ٢ ج ٢ ص ٥١٥.
(٥) روى الخبر في الوسائل نقلاً عن التهذيب والاستبصار هكذا : وبالإسناد عن عبد الله بن المغيرة عن محمّد بن جزك قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام : إنّ لي جمالاً ولي قوام عليها .. إلى آخره ، ورواه عنهما أيضاً بإسناده عن سعد عن عبد الله بن جعفر عن محمّد بن جزك ، ورواه عن الفقيه بإسناده عن عبد الله بن جعفر عن محمّد بن شرف عن أبي الحسن مثله. والظاهر أنّ الصحيح في السند المذكور السند الثاني وهو عبد الله بن جعفر عن محمّد بن جزك ، وأمّا السند الأوّل وهو عبد الله بن المغيرة عن محمّد بن جزك فهو اشتباه محض لأنّ عبد الله ابن المغيرة كان من أصحاب الكاظم والصادق عليهماالسلام ومحمّد بن جزك كان من أصحاب الهادي عليهالسلام فكيف يمكن أن يروي المتقدّم عن المتأخّر بزمانٍ كثير؟! وأمّا عبد الله بن جعفر فهو من أصحاب الهادي والعسكري عليهماالسلام فمن الجائز أن يكون هو راوياً عن محمّد بن جزك وإن كان لنا فيه تأمّل لعدم ذكر رواية لعبد الله بن جعفر في الأخبار عن محمّد بن جزك إلّا نادراً. وأمّا محمّد بن شرف لم نجد عنه في التراجم ذكر إلّا أنّ من المحتمل أن يكون هو محمّد بن جزك غيّر بعض الرواة عنه جزك ب «شرف» لأنّ جزك اسم للقنفذ وهو ما يسمّى بالفارسية ب «خارپشت» فشاء أن يعظّمه اتّباعاً لقوله تعالى «وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ». راجع وسائل الشيعة : ب ١٢ من أبواب صلاة المسافر ح ٤ ج ٥ ص ٥١٨.