[الجيم مع الزاي]
جزأ : (جَزأَت) الإبلُ بالرُطُبْ (١) عن الماء.
و (اجتزأَتْ) إذا اكتفتْ. ومنه : «لم تَجْتَزِىءْ بتلك الحيضة».
و (أجْزأني الشيءُ) كفاني ، وهذا يُجزِئ (٢) عن هذا : أي يَقضي أو ينوب عنه. ومنه : «البدَنة تُجزِىء (٣) عن سبعة».
وأجزأَتُ عنك مُجْزأَ فلان : أي كفَيْتُ كِفايَته ونُبْتُ مَنابه. وله في هذا غَناءٌ و (جَزاء) أي كفاية.
وقوله (٤) : «الفارِسُ أجْزَأُ من الراجل» أي أكفَى. وتَلْيينُ مثل هذه الهمزة شاذٌّ على ما حُكي عن علي بن عيسى أنه قال : يقال : هذا الأمر يُجزىء (٥) عن هذا ، فيُهمز ويُليَّن. وعن الأزهري : (٤٢ / ب) بعضُ الفقهاء يقول : (أجزى) بمعنى قضى (٦) ، وعلى ذلك قوله : «أجزى فيه الفَرْكُ» أي الدَلْك والحكّ ، وتقديره أجزى الفَرْكُ عن الغَسل ، أي ناب وأغنى. أو (أجزاك) بمعنى كفاك على حذف المفعول ، ومثله : «إذا صَلَّيتَ في السفينة قاعداً أجزاك» على إضمار الفاعل لِدَلالة ما سبق عليه ، كأنه قيل : أجزاك ما فعلت.
ونظيره : «من كذب كان شرّاً له».
وأما (جزى عنه جزاءً) بمعنى قضى فهو بغير همزٍ ، ومنه : «ولا تَجزِي عن أحدٍ بعدك» أي لا تُؤدّي عنه ولا تَقضي.
__________________
(١) الرطب : الكلأ. وهو بضم الراء وسكون الطاء وضمها أيضاً.
(٢) ع : يجزي.
(٣) ع : تجزي.
(٤) ط : وقول محمد.
(٥) ع : يجزي.
(٦) أي ناب. وانظر حاشيتنا على قول الخطابي في آخر مادة «جذع».