أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة (١)). واللأواء بالمد : الشدة والجوع ، والويت : الشك على الأظهر ؛ لأن هذا الحديث رواه جمع من الصحابة ، ويمتنع أن شك الكل أو رواتهم ، بل الأظهر أنها للتعتيم ، فيكون المعنى : شهيدا لبعض ، وشفيعا لآخرين منهم ، أو شهيدا للمطيعين ، وشفيعا للعاصين ، أو شهيدا لمن مات في حياته ، وشفيعا لمن مات بعد وفاته ، أو غير ذلك كما في المواهب اللدنية.
وفي الصحيحين : (اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدّها ، وانقل حماها إلى الجحفة (٢)) ، وفي رواية : (بل أشد) ، وقد أجيبت دعوته حتى كان يحرك دابته إذا رآها من جهته.
__________________
(١) أخرجه مسلم في الحج (١٣٧٤) بلفظ (لا يصبر أحد لأوائها فيموت ، إلا كنت له شفيعا ، أو شهيدا يوم القيامة إذا كان مسلما).
(٢) أخرجه مسلم في الحج (١٣٧٦).