والظاهر : أنها «رحمها الله» آوت الجميع ، وربما كان معهم غيرهم أيضا وذلك لرواية الطبرسي المتقدمة ، التي تقول : «آوت ناسا من بني مخزوم ، منهم الحارث الخ ..».
لقاء علي عليهالسلام بأم هاني :
واللافت هنا : أن عليا «عليهالسلام» يأتي إلى دار أخته مقنعا بالحديد ، ولا يعرّف أخته بنفسه في بادئ الأمر ، ولكنه لا يقتحم الدار ، ولعله لأنه لا يريد أن يروع أخته ، بل ينادي من خارج الدار : أخرجوا من آويتم!!
فخرجت إليه أخته ، فلم يبادر إلى تعريفها بنفسه ، بل تركها تعرّف هي بنفسها ، بأنها بنت عم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأخت علي «عليهالسلام» ، ثم تأمره بالانصراف عن دارها ..
ولكن عليا «عليهالسلام» لا يزال مصرا على موقفه ، ويعيد النداء : أخرجوهم.
فلم تضعف ، ولم تتراجع ، بل قالت له : والله ، لأشكونك إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
وفي هذه اللحظة ينزع علي «عليهالسلام» المغفرة عن رأسه ، فعرفته أخته ، فجاءته تشتد حتى التزمته.
فنلاحظ : أن عليا «عليهالسلام» قد أجرى الأمور على طبيعتها ، وفي أية حالة أخرى ، وفي أي بيت أو شخص آخر ، وهو «عليهالسلام» رغم أنه كان يواجه أخته لم يتراجع عن أداء واجبه الشرعي مراعاة لها ، أو انسياقا مع عاطفته تجاهها ، كما أنه أراد لها أن تبر بقسمها الذي أطلقته.