التي نزلت قبل سنوات ، والتي حضر وقت تحققها.
وستكون لحظات ممتعة ، ولذيذة لكل أحد ، وهو يرى أمرا غيبيا عرفه ، وسمعه ووعاه ، يتحقق أمام عينيه.
الفتح جائزة المذنب :
وقد جاء في أول سورة الفتح قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) (١). فليلاحظ :
أولا : إن الله تبارك وتعالى يقول : إن سبب هذا الفتح الذي منحه إياه ، هو أنه أراد أن يغفر له ذنبه .. فهل يعقل أن يعطى المذنب جائزة بهذه العظمة ، والأهمية والخطورة على جرأته عليه ، وعلى ذنب ارتكبه؟! بحيث يكون مغفرة الذنب سببا لهذه الجائزة!!
ثانيا : كيف نتصور أن يكون الله تعالى قد فتح لنبيه «صلىاللهعليهوآله» ليغفر له ذنبه؟!
ثالثا : لو سلمنا : أن هذا الفتح سبب لمغفرة الذنب الصادر ، فكيف يكون سببا لمغفرة الذنب الذي سوف يصدر؟!
إن هذا الأسئلة ستكون محرجة جدا إذا كان المراد بالذنب هو الجرأة على الله ، وارتكاب ما نهى عنه ، ومخالفة أوامره. والمراد بالمغفرة الستر ، والمراد بالذنب ما اعتبره المشركون ذنبا له «صلىاللهعليهوآله» ، وهو دعوته
__________________
(١) الآيات ١ ـ ٣ من سورة الفتح.