يستند القرار بالإيمان والكفر ، مع أن القوة المادية قد تتوفر للحق وأهله ، وقد لا تتوفر لهم ، بل تكون لدى أهل الباطل. فالقوة لا تستطيع أن تعطي الإنسان أية فرصة لتمييز الحق من الباطل ، كيف وقد قتل الأقوياء أنبياء الله وأوصياءهم ، واعتدوا على الضعفاء ، وعلى النساء والصبيان وقتلوهم؟
٤ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد قدم لذي الجوشن دليلا على صحة نبوته ، تمثّل في إخباره الغيبي القريب عن ظهوره وانتصاره على أهل مكة ، فقال له «صلىاللهعليهوآله» : «لعلك إن بقيت قليلا أن ترى ظهوري عليهم».
هذا عدا عن أنه قد رأى كما رأى غيره معجزات وكرامات كثيرة له «صلىاللهعليهوآله» لا تبقي أمام عقله أي فرصة للتهرب من الإعتراف بنبوته ..
أذان بلال فوق الكعبة :
وعن ابن عباس ، ورواه عن بعض أهل العلم ، وعن عروة ، وعن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، وعن ابن أبي مليكة ، ومحمد بن عمر عن شيوخه : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما حان وقت الظهر أمر بلالا أن يؤذن بالظهر يومئذ فوق الكعبة ، ليغيظ بذلك المشركين ، وقريش فوق رؤوس الجبال ، وقد فرّ جماعة من وجوههم وتغيبوا.
(قال الواقدي : خوفا أن يقتلوا ، فمنهم من يطلب الأمان ، ومنهم من قد أومن).
وأبو سفيان بن حرب ، وعتّاب ـ ولفظ ابن أبي شيبة : خالد بن أسيد ،