وهو كلام غير مقبول .. فإن هذا الطلب قد جوبه بالرفض ، وجعل الحجابة لبني شيبة ، ونزول آية أداء الأمانة إلى أهلها .. فبعد هذا وذاك لا يبقى مجال لتكرار الطلب من العباس ، فإنه سيكون أمرا منافيا للتسليم لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ومخالفا للأدب معه ، فلا يقدم عليه العباس ، ولا غيره ، فإن الكل يعلم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يخالف ما يأمره الله تبارك وتعالى به.
أو فقل : إن الآية قد نزلت لتحسم أمر المفتاح ، فمعنى معاودة الطلب هو رفض القرار الإلهي أو الاعتراض عليه ، وهذا مما لا يمكن أن يقدم عليه مثل العباس.
السدانة والسقاية مردودتان إلى أهليهما :
وقد صرحت الخطبة المتقدمة : بأن الحجابة (السدانة) والسقاية مردودتان إلى أهليهما ..
وتقدم أيضا : أنه «صلىاللهعليهوآله» بعد أن طمس الصور التي كانت في داخل الكعبة ، أخذ بعضادتي الباب ، فخطب خطبته الآنفة الذكر .. وقد ورد في خطبته تلك قوله : «إلا سدانة البيت ، وسقاية الحج ، فإنهما مردودتان إلى أهليهما».
فرد السقاية والسدانة إلى أهليهما قد حصل قبل أن يغادر النبي «صلىاللهعليهوآله» باب الكعبة ..
ولكن الروايات المتقدمة تدّعي : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد وضع المفتاح في كمه ، وتنحى ناحية المسجد ، فجلس عند السقاية ، ثم رد الحجابة