ويعيدها إلى قيس بن سعد بن عبادة ، ليركزها عند الحجون ، لأن إعطاء الراية للولد يرضي الوالد ، ويحفظ ماء وجهه ، ويطمئنه إلى أن المقصود ليس هو الطعن بمقامه ، وإنما تهدئة الأمور ، وتبريد الأجواء.
وبذلك نستطيع أن ندرك : أن الروايات التي ذكرت أخذ الراية من سعد ، لتعطى لعلي «عليهالسلام» ، أو لقيس بن سعد ليست متنافرة.
كما أنها لا تتضمن إهانة أو حطا من مقام سعد. وإن كان محبو أبي بكر وعمر قد يرضيهم إعطاؤها هذا الطابع ، لأن سعدا لا يحظى بالإحترام ، والتقدير لديهم ، ولا يتمتع بالحصانة التي تمنع من نسبة ذلك إليه ، لأنه بنظرهم يستحق كل مهانة ، لأنه نافس أبا بكر على الخلافة في يوم السقيفة ، في حديث معروف ومشهور ..
ومما يدل على أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يقصد ذلك : ما تقدم من أنه «صلىاللهعليهوآله» نزع اللواء من يده ، وجعله إلى ابنه قيس. وقد قالوا : ورأى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن اللواء لم يخرج من يد سعد ، حتى صار إلى ابنه.
سعد لم يكن ينوي البطش بأهل مكة :
ومما يؤكد : على أن سعدا لم يكن ينوي البطش بأهل مكة ، وإنما قال ما قال على سبيل التهديد والتخويف لأبي سفيان .. أو لأنه فهم أن الأمور ستؤول إلى ذلك ، ما رووه : من أنه بعد أن صار اللواء إلى ولده خاف أن يقدم ولده على شيء من العنف ، فطلب من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن