الإلهي في قدرة البشر ، لتعجزهم عن حمل النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لأن ذلك قد يثير خطرات تسيء إلى معنى النبوة ، ونحن وإن ننزه عليا «عليهالسلام» عن مثل هذه الخطرات ، لأنه نفس النبي «صلىاللهعليهوآله» في طهره وصفائه .. ولكننا لا نستطيع أن ننزه عنها غير علي «عليهالسلام» ممن رأوا ذلك وسمعوه.
هل خيّل إلى علي عليهالسلام؟! :
إن التخييل لعلي «عليهالسلام» هو إراءته عين الواقع ، فلا تخييل للإمام المعصوم خارج دائرة إراءة الحقائق ، فالتعبير بكلمة «خيل إليّ» إن كان يراد به الرفق ببعض ضعفاء النفوس ، الذين قد لا يتمكنون من فهم الأمور بصورة معقولة ومقبولة ، فهو مقبول .. وإن كان الأمر على خلاف ذلك ، فلا بد من الإعراض عن هذه الرواية والأخذ بالروايات التي استبعدت كلمة «خيل إليّ» ، وذكرت أنه لو أراد أن ينال السماء لنالها ، وقد تقدمت.
ومما يشير إلى أن القضية حقيقية ، وليست مجرد تخييل قول النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» : «رفعك محمد ، وأنزلك جبريل» ، فإن من يكون هذا حاله ، لو أراد أن ينال السماء لنالها ، من دون شك ولا شبهة.
تعمل للحق ، وأحمل للحق :
وحين قال النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» : طوبى لك تعمل للحق ، وطوبى لي أحمل للحق .. فإنه يكون قد أوضح لكل قريب وبعيد : أن مباشرة تحطيم الأصنام لم يكن عملا أملته روح التشفي