الله تبارك وتعالى بذلك ، ويشفي به صدور قوم مؤمنين طالما اضطهدهم ، وألحق بهم أنواعا من الأذايا والبلايا والرزايا.
أبو سفيان يصر على أن ما يراه (ملك):
وحين يعبّر أبو سفيان للعباس عن انبهاره بما يرى ، تراه يقول : ما أعظم ملك ابن أخيك.
فهو يزعم للعباس : بأن ما يراه إنما هو من مظاهر السلطان والملك ، ولا يريد ان يعترف للنبي «صلىاللهعليهوآله» بالنبوة ، لأنه قد يستطيع أن يصنع لنفسه ملكا يضاهيه ، أو أن يكيد لهذا الملك ويسقطه ، أو يسلبه ممن هو له.
أما النبوة فهي شرف لا يمكن سلبه ، ولا مجال للسعي للحصول عليه ؛ لأن الإختيار فيه لا يعود إليه ، ولا إلى أحد يمكن الوصول إليه ، بل إلى الله تبارك وتعالى. وأبو سفيان لم يزل محاربا له سبحانه ، منتهكا لحرماته ..
ولذلك تراه يصر على توصيف كل ما يراه بأنه (ملك) ، متجاهلا كل ما يراه من معجزات وكرامات لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. لأنه يرى : أن ذلك من مصلحته ، كما أن مصلحته ـ بزعمه الفاسد ـ هي بإنكار النبوة ، أو التشكيك فيها على الأقل.
أغدرا يا بني هاشم؟! :
إن أبا سفيان لم يزل يصف النبي «صلىاللهعليهوآله» بأفضل الصفات ، وبأنه أبر الناس وأوصلهم ، وأرحمهم ، وبأنه الحليم الكريم ، و.. و.. وقد عرفه الناس بأنه الوفي الذي لا يغدر ، والواضح الذي لا يمكر ،