لو نزع دلوا من زمزم :
وأما ما ينسب إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» من أنه قال : لو لا أن تغلب بنو عبد المطلب (على سقايتهم) لنزعت منها دلوا .. فهو غير ظاهر المعنى.
فأولا : إن مجرد أن ينزع النبي «صلىاللهعليهوآله» دلوا من ماء لا يوجب نزع السقاية من بني عبد المطلب ، ولا أن تصبح الأمور على درجة الفلتان والتسيب ، بحيث يغلبون على سقايتهم.
ويجاب عن ذلك : بما قاله بعض الإخوة من أنه يحتمل أن يتخذ المسلمون من عمل النبي «صلىاللهعليهوآله» سنة ، فينتزع من يشاء منهم دلوا منها ، أو دلاء ، فتذهب السقاية من أربابها.
ثانيا : قد يقال : لو أوجب نزع الدلو من زمزم ذلك لكان أخذ المفتاح من بني شيبة ـ سواء أخذ بالقوة ، أو بالحسنى ـ يوجب نزع حجابة البيت منهم ..
فإن كان «صلىاللهعليهوآله» قد عالج ذلك بإعلانه أن الحجابة لبني شيبة ، وأنه لا يجوز لأحد أن يأخذ المفتاح منهم .. فإنه يمكنه أن يعالج أمر زمزم بنفس الطريقة ، فينزع دلوا من زمزم ، ثم يعلن عدم جواز مزاحمة بني عبد المطلب في أمر السقاية ..
إلا أن يقال : إن ثمة فرقا بين الأمرين ، فإن أخذه «صلىاللهعليهوآله» لمفتاح الكعبة معناه : إرجاع أمر ولاية الكعبة إلى صاحبها الحقيقي ، والاعتراف بولايته على الكعبة معناه : الإعتراف بولايته على كل ما عداها. لأنها تمثل محورية لا مجال لإنكارها في هذا الأمر. فاقتضت المصلحة أن