أهل مكة ، فالقول بحصول شيء من ذلك ما هو إلا تخرص ورجم بالغيب.
رابعا : إن اعتبارهم طلقاء في قوله «صلىاللهعليهوآله» : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، يدل على أنه قد أسرهم ، ثم أطلق سراحهم ، فإن الطليق هو الأسير إذا أطلق ولم يسترق (١).
خامسا : إن مما يشير إلى ذلك أيضا : ما رواه الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين «صلوات الله عليهما» : إن عليا «عليهالسلام» سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في أهل الشرك.
قال : فغضب ثم جلس ، ثم قال : سار والله فيهم بسيرة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يوم الفتح ، إن عليا «عليهالسلام» كتب إلى مالك وهو على مقدمته يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ، ولا يقتل مدبرا ، ولا يجهز على جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن (٢).
وعلي «عليهالسلام» إنما انتهى إلى هذه النتيجة بعد أن انتصر عليهم في ساحات القتال والنزال ، وأصبحوا في يده ، وكذلك الحال بالنسبة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
إستدلالات وتأويلات :
١ ـ بالنسبة للاستدلالات المذكورة آنفا نقول :
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٥.
(٢) الكافي ج ٥ ص ٣٣ والبحار ج ٢١ ص ١٣٩ عنه.