الشهداء من المسلمين :
قالوا : «واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر ، دخلوا في أسفل مكة ، وأخطأوا الطريق ، فقتلوا» (١).
ونقول :
إنه يبدو لنا : أن هذه النصوص ، وأمثالها تشتمل على نوع من التضليل ، وذلك :
أولا : لأن الذي دخل من أسفل مكة هو خالد بن الوليد (٢) ، وخالد هو الذي قاتل أهل مكة حين دخل ، وقتل منهم العشرات ، فإذا كان هؤلاء الثلاثة قد قتلوا في أسفل مكة ، فهذا يعني : أنهم قتلوا مع خالد بالذات ، حين دافعه أهل مكة عن أنفسهم ، إذ لا يعقل أن يقتل منهم ما يقرب من ثلاثين قتيلا ، ويلاحقهم خالد ومن معه إلى المسجد ، وإلى الجبال ، بل لقد هرب بعضهم إلى جهة اليمن كما تقدم ، ثم لا تكون منهم أية مقاومة ، ولا
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ١٣٣ عن إعلام الورى ، والأنوار العلوية للنقدي ص ٢٠٢ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٢٦ و ٢٢٧.
(٢) راجع : المصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٣٣ وشرح معاني الآثار ج ٣ ص ٣١٥ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٣٢ و ٢٣٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٥٠ و ٥٦٠ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٧٤ والطبقات الكبرى ج ٧ ص ٣٩٥ والثقات ج ٢ ص ٤٩ ومعجم البلدان ج ٥ ص ٢٨ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٣٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٦٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٩١ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٧ ومعجم ما استعجم ج ١ ص ١٢٩.