وأهله إلى حد التفكير باغتيال سيد الرسل ، مع ما يرونه من آيات باهرة ، ومعجزات قاهرة ، فإنك تراهم يدّعون لأنفسهم أحوالا رائعة ومميزة ، ودرجات عالية من الإيمان والإخلاص كما هو الحال بالنسبة لدعاوى فضالة الآنفة الذكر ، ولكن النفس لا تسكن إلى صحة دعاواهم تلك ، فلا بد أن يبقى الريب بهم ، والحذر منهم. فإن هذا هو القرار الحازم ، حتى لو كان لابد من السكوت عن الجهر باتهامهم.
فهذا هو الخيار الحكيم ، والرأي الصحيح والسليم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أين كان مقام إبراهيم عليهالسلام؟! :
وقد ادعت الروايات المتقدمة : أنه «صلىاللهعليهوآله» بعد أن طاف صار إلى خلف مقام إبراهيم ، وكان لاصقا بالكعبة ، فصلى ركعتين.
ونقول :
إن دعوى لصوق المقام بالكعبة لا تصح ، فإن المقام كان حينئذ بعيدا عن الكعبة ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» هو الذي أرجعه إلى موضعه الملاصق للكعبة.
والمقام هو حجر فيه آثار قدمي إبراهيم الخليل «عليهالسلام» ، حيث إن الله تعالى أمره أن يؤذّن في الناس بالحج ، فأخذ «عليهالسلام» ذلك الحجر فوضعه بحذاء البيت ، لاصقا به ، بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم.
ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره الله عزوجل به ، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر ، فغرقت رجلا إبراهيم فيه ، فقلع «عليهالسلام»