٢ ـ أما قول أبي سفيان : «ما أيقنت أنك نبي حتى الساعة» فمعناه : أنه كان إلى تلك اللحظة يتخذ سبيل النفاق ، وأنه لم يكن قد أسلم قبل ذلك ، رغم نطقه بالشهادتين في مرّ الظهران قبل دخول النبي «صلىاللهعليهوآله» مكة ..
فإذا جاء بعد النطق بالشهادتين ما دل على ما يوجب الحكم بخروجه من الدين ، فلا شيء يمكن ان يثبت عودته إلى الإسلام بصورة يقينية ، ويبقى الأمر رهنا بما يصدر عنه من دلالات وشواهد تؤيد هذا الإحتمال ، أو ذاك.
فإن بلغ الأمر إلى درجة اليقين بعودته إلى الإسلام ، فذلك هو المطلوب ، وإلا ، فإن مجرد الاحتمالات لا تفيد شيئا في إثبات إسلامه.
٣ ـ إن ما حدّث به أبو سفيان نفسه من الرغبة بالعودة إلى قتال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إنما جاء على سبيل الحسد للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، لما رآه من عزته «صلىاللهعليهوآله» وعظمته ، وخضوع الناس لأمره ونهيه ، وسعيهم للتقرب إليه ، ولم يعرض لأبي سفيان ما يزيل هذا الحسد من نفسه.
ولعل ما كان يراه من مزيد شوكته ، وتأكد عظمته من شأنه : أن يزيد من تأجج نار الحسد في قلبه ، ويلهب صدره حنقا وغيظا ، ويملأ قلبه حقدا وبغضا.
الم. غلبت الروم :
وبعد .. فلا شك في أن فتح مكة كان من أعظم النعم التي حبا الله بها