هل هذا تشريف لأبي سفيان؟! :
قد كان مما أعطاه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأبي سفيان : أن جعل الأمان لمن دخل داره ، لأن أبا سفيان يحب التفخيم والذكر ، كما قاله العباس رحمهالله.
ولكن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وإن كان قد أنعم لأبي سفيان بهذا الأمر وأعطاه إياه بيد ، ولكنه عاد فأخذه منه باليد الأخرى ، بأسلوب رصين يجعل الناس يدركون للتوّ : أنه مجرد إجراء شكلي ليس له مضمون تشريف ولا تكريم ، لأنه :
١ ـ أعطى مثل ذلك لحكيم بن حزام أيضا.
٢ ـ ساوى بين دخول دار أبي سفيان ، وبين اللجوء إلى راية الأمان ، التي جعلها مع أبي رويحة.
٣ ـ ساوى أيضا بينه وبين أية دار في مكة يدخلها صاحبها ، ويغلق بابها على نفسه.
٤ ـ ساوى بين ذلك وبين أن يضع الإنسان سلاحه ، ويكف يده ، ليكون ذلك إشارة إلى مجرد اتخاذ وضع غير قتالي.
وبذلك يتضح : أن أبا سفيان ليس فقط لم يحصل على ما أراد من الذكر والفخر ، وإنما أخذ منه ما كان قد استلبه بغير حق .. لأن المساواة بين دخول داره وبين دخول دار أي إنسان في مكة ، ثم بين ذلك وبين أن يكف الإنسان يده ويضع سلاحه فيها حط من المقام الذي جعله أبو سفيان لنفسه ، وجعله كأي إنسان آخر من أهل مكة ..
وذلك بعد أن جعله أيضا مثل حكيم بن حزام .. الأمر الذي لا يرضاه