لا هجرة بعد الفتح :
قالوا : إن مكة شرفها الله تعالى كانت قبل الفتح دار حرب ، وكانت الهجرة منها واجبة إلى المدينة ، فلما فتحت مكة صارت دار إسلام ، فانقطعت الهجرة منها.
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يوم فتح مكة : «لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا» (١).
وعن عطاء بن أبي رباح قال : زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثي ، وهي مجاورة بثبير ، فسألها عن الهجرة ، فقالت : «لا هجرة اليوم ، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله ورسوله ، مخافة أن يفتن عنه.
فأما اليوم فقد أظهر الله تعالى الإسلام ، فالمؤمن يعبد ربه حيث كان ، ولكن جهاد ونية» (٢).
البيعة على الجهاد :
وعن يعلى بن صفوان بن أمية قال : جئت بأبي يوم الفتح ، فقلت : يا
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٦٠ عن البخاري ، ومسلم.
(٢) المصدر السابق.