أبا سفيان نفسه قد تبرع بذلك ، لكنه كان على جهل تام بما يريد قوله ، فطلب أن يعلموه ما يقول للناس في ذلك ، فعلمه النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يطلب من الناس النطق بالشهادتين.
ونقول :
إن هؤلاء وهم رؤوس الشرك يمكن أن يساهموا في إطفاء نار الحرب ، وحمل الناس على ترك القتال .. لأن ذلك يحفظ أرواح الناس ، خصوصا إذا كانوا من أهلهم ، وعشيرتهم ، أو من أحبائهم وأصدقائهم ، أو من حلفائهم.
ويمكن أن يقدموا على ذلك من منطق الحفاظ على حرمة البيت والحرم ، ولأجل حفظ ماء وجههم أمام الآخرين .. لا لأجل أن للحرم قداسة حقيقة في نفوسهم.
ولكننا لا يمكن أن نصدق : أن رؤوس الشرك يطلبون أن يكونوا دعاة للناس للدخول في هذا الدين ، إلا على أساس أنه نفاق واستغلال ، لا سيما وأنهم كانوا لا يزالون يحاربون هذا الدين للحظات خلت. بل إن أبا سفيان قد ما طل وسوّف ولم يزل يقول لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» : إن في النفس شيئا من الشهادة له بالرسالة. فكيف يعقل أن يتحول في تلك اللحظة نفسها إلى داعية صادق لهذا الدين؟! ولو قيل : لعل الله هو الذي تصرف في قلبه!!
قلنا : لماذا تأخر هذا التصرف إلى الآن؟!
أبو سفيان يرصد كتائب الفتح :
ولما صلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالناس الغداة ، قال للعباس :