فإن التاريخ لم يفصح لنا عن شيء في هذا المجال .. إما خيانة منه!! أو عجزا ، وفشلا!! وكلاهما غير مرضيّ له ، ولا مقبول منه.
لا نريد الحديث عن التناقضات :
وقد أشرنا في مناسبات عديدة : إلى أن التناقض فيما بين الروايات يدل على أن واحدة منها هي الصحيحة في مورد الإختلاف ، ويحكم على سائرها بالخطأ أو الكذب في نفس ذلك المورد.
مع احتمال : أن يكون الجميع مكذوبا ، أو مخطئا ، والصحيح شيء آخر.
ولكن الحكم على مورد الإختلاف بالخطأ ، أو الكذب ، كلا أو بعضا لا يعني أن سائر الفقرات كذلك ، لجواز أن تكون صحيحة أيضا.
أي أن سقوط فقرة من الرواية عن الحجية ، لا يعني سقوط سائر فقراتها عنها ..
ولأجل وضوح هذا الأمر ، وتكرر ذكرنا له في الموارد المختلفة ، آثرنا أن نعتمد من الآن فصاعدا على وعي القارئ لهذه الحقيقة ، ونكل إليه أمر رصد تلك التناقضات والإختلافات ، ثم التعامل معها بصورة صحيحة وواقعية.
هذا تأويل رؤياي :
تحدثنا في جزء سابق : عن أن النبي «صلىاللهعليهوآله» ـ كما ورد في القرآن الكريم ـ كان في عام الحديبية قد أخبر أصحابه بأنه رأى رؤيا مفادها : أن المسلمين يدخلون المسجد الحرام آمنين محلقين .. ثم سار بهم نحو مكة ، فصدهم المشركون في ذلك العام ، وكان عهد الحديبية ، فثارت