والسقاية على أهليهما.
وهناك طلب العباس ، أو علي «عليهالسلام» ، أو كلاهما ـ حسب زعمهم ـ الحجابة لنفسه ، أو لعشيرته ..
فكيف يطلبانها بعد أن صرح «صلىاللهعليهوآله» بردها إلى أهلها قبل أن يغادر باب الكعبة؟!
أعطينا النبوة والسقاية والحجابة :
وأما ما نسب إلى علي «عليهالسلام» من أنه قال : أعطينا النبوة ، والسقاية ، والحجابة. ما قوم بأعظم نصيبا منا ، فهو :
إما لم يحصل إن كان يقصد به إعطاء المفتاح لهم ، وإيكال أمر الحجابة إليهم. لأن ما حصل هو مجرد أخذ النبي «صلىاللهعليهوآله» المفتاح لفتح باب الكعبة ، لإزالة ما في داخلها مما يسيء إليها ، ولم يعط النبي «صلىاللهعليهوآله» الحجابة لأحد. لا لبني هاشم ولا لغيرهم ، ولا تعرض لهذا الأمر بعد ، لا بالسلب ولا بالإيجاب ، ولم تظهر منه أية إشارة إلى الجهة التي سوف يوكل إليها أمر الحجابة ..
وإما أنه قد حصل ، ولكن قد قصد به معنى آخر ، وهو : أن أمر الحجابة والسقاية قد أصبح لرسول الله يضعه حيث يشاء.
فرسول الله «صلىاللهعليهوآله» من بني هاشم ، وله النبوة ، وله أمر السقاية والحجابة ، فيصح للهاشمي أن يقول : «أعطينا النبوة ، والسقاية ، والحجابة ، ما قوم بأعظم نصيبا منا». ولا يخفى أنه بهذا المعنى تكون كل الأمور بيد النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فلا خصوصية للسقاية والحجابة.