الهوى .. فإذا لجّ في ذلك ، فلا بد من إيذائه لدفع أذاه ، ورد كيده ..
فكأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يريد تطييب خاطر عثمان وبني شيبة ، ورد المفتاح إليهم تألفا على الإسلام ، كما كان يتألف أبا سفيان ، وغيره من رؤوس الكفر والشرك.
أعطيتكم ما ترزؤون :
وقول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» للعباس : أعطيتكم ما ترزؤون.
أي ما تبذلون فيه اموالكم للناس ، لا ما تأخذون فيه من الناس أموالا يوضح : أن إعطاء الحجابة لبني شيبة يراد منه إفساح المجال لهم لأخذ ما يقدمه الناس لهم ، وهذا يؤيد ما ذكرناه آنفا من أن المقصود من بذل تلك المنافع لهم هو : تألفهم على الإسلام ، وسل سخيمتهم عليه ، ليعيشوا في أجوائه بسكينة ورضا.
ولو أن بني هاشم أخذوا الحجابة منهم ، لوجد المنافقون والحاسدون والطامعون مجالا خصبا لاتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» بمحاباة أهل قرابته ، وابتغاء المنافع لهم ، وتخصيصهم بالمغانم ، والأموال ، والمناصب ، الأمر الذي قد يؤثر على ضعفاء العقول ، ومن هو رقيق الدين ، حديث الإيمان والإسلام.
ولا نشك في أن عليا «عليهالسلام» كان يدرك هذه الحقيقة ، فلم يكن ليفكر بطلب الحجابة لنفسه ، ولا لبني هاشم أصلا كما سنرى .. ولكن الأمر بالنسبة للعباس ليس كذلك ، فقد دلتنا بعض النصوص على أنه كان يسعى للحصول على بعض المنافع.