تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١) قد نزلت في أوائل بعثة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، أي قبل أكثر من عشر سنوات (٢).
سابعا : إن سورة المجادلة مدنية ، ولم يأت أبو قحافة إلى المدينة في كل تلك السنوات.
ثامنا : إن ما ذكر في هذه الرواية لا يتناسب مع ما زعموه : من بره بوالديه الذي بلغ إلى حد أن الله تعالى أنزل فيه آيات الثناء ، وهي آيات سورة الأحقاف : (وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ ..).
أسلم تسلم :
ونكاد نلمس قدرا كبيرا من عدم الإنسجام بين ما زعمته الروايات : من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أظهر استعداده للذهاب إلى منزل أبي قحافة ، الذي كان لا يزال على شركه ، تكرمة لابنه ، ولأيادي ابنه عنده ، وبين قوله لأبي قحافة : «أسلم تسلم» ، المتضمن للتهديد بالعقوبة على ما كان يقترفه من جرائم إذا استمر على شركه ..
أي أن هذه الكلمة تعني : أن الأمان الذي أعلنه النبي «صلىاللهعليهوآله» لأهل مكة لا يشمل أبا قحافة لو أصر على ما هو عليه ..
وقد يفهم من هذا : أن أبا قحافة كان له دور سيئ في مناهضة هذا الدين ، وفي الكيد للإسلام والمسلمين.
__________________
(١) الآية ١٥ من سورة الأحقاف.
(٢) التفسير الكبير ج ٢٩ ص ٢٧٦ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٤ ص ٣٣٠.