فرض عليهم الإسلام ، وأدى إلى هيمنة أحكامه وشرائعه ، التي هي محض الحق والعدل ، وبها يكون لهم بلوغ درجات الكرامة والفضل.
إنه يوم رفع الظلم ، والجبرية ، ويوم إعلان الحرب على الفساد والمفسدين ، وإبطال حكومة الأهواء والنزوات ، وإسقاط هيمنة العصبيات والشهوات.
وهو أيضا : يوم تعظيم الكعبة وكسوتها .. بعد أن خرجت من يد المشركين بربهم ، الذين هتكوا حرمة حرم الله بذبح أطفال ، ونساء ، وضعفاء رجال خزاعة فيه .. وتجرؤوا على الله بعبادة الأصنام في بيته والدعوة إلى الشرك به تعالى فيه ..
وهو يوم عزّ قريش التي أعلنت براءتها من الشرك ، والتزامها بالإيمان بالله ، وبأنبيائه ورسله ، وقبول دينه ، فمنحها ذلك حصانة ، وعزة ، حتى لو كان إيمانها لا يزال في مراحله الأولى ، الذي يقتصر على مجرد الإعلان اللساني ، ولم يلامس بعد شغاف القلوب ، ولم يتمازج مع الأرواح ، ولا طبعت به النفوس.
أخذ الراية من سعد :
ولم يكن أخذ الراية من سعد يهدف إلى إهانته ، أو المسّ بمقامه. ولذلك أخذت منه لكي تعطى لمن هو أولى بها منه ومن كل أحد ، ألا وهو علي بن أبي طالب «عليهالسلام» ، ليدخلها إلى مكة إدخالا رفيقا ، بعيدا عن أجواء الإثارة والتحدي ، والرهج (١) ، والحركات المؤذية للناس ..
__________________
(١) الرهج : الشغب.