أبو سفيان يصر على موقفه :
وقد ذكرنا في فصول متقدمة : كيف تعامل أبو سفيان مع ما جرى على خزاعة ، حين قتلت بنو بكر وقريش طائفة من نسائها وصبيانها ، وضعفاء الرجال فيها ، ونقضوا بذلك عهدهم مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وكان رأيه جحد هذا الأمر ، وإنكاره .. وسافر من مكة إلى المدينة لكي يوهم المسلمين ببراءة قريش من هذا الأمر ، وحصر الأمر فيه بآحاد من بني بكر.
وها هو يعود ليزعم : أنه كان لما جرى على خزاعة كارها ..
وليت شعري إذا كان له كارها ، حيث بلغه ، فلما ذا سعى في طل دماء أولئك المقتولين ظلما ، وجحد أن يكون لقريش أي أثر فيه ، وسافر إلى المدينة لإيهام المسلمين بهذا الأمر؟!
ولكنه أمر حتم :
واللافت : أن أبا سفيان يعود هنا فيلقي بالمسؤولية على القدر ، ويتحاشى أن ينسب إلى أولئك المجرمين القتلة أية مسؤولية عن قتل أولئك الأبرياء ، فهو يقول : «ولكنه أمر حتم».
ونقول له :
إنه أمر صنعته إرادات وأيدي زعماء قريش ، وزعماء بني بكر ، ولم يرحموا فيه صغيرا ولا كبيرا ، ولم يجبرهم عليه أحد.
فهو لم يكن محتوما لو لا ركوبهم لخيول الهوى والعصبية ، وطاعتهم للشيطان.