ولم يقتصر الأمر على مجرد مهاجمة أولئك الناس ، بل تجاوز ذلك إلى ملاحقتهم حتى قتلوا على باب المسجد ، واتبعوهم إلى الجبال ، بل لقد اضطروا الى الهرب إلى البحر ، وإلى التفكير بالهرب إلى اليمن ..
وقد كان من الوضوح بمكان : أن المقاومة لهجوم خالد وصحبه كانت في غاية الضعف ، كما تشير إليه رواية أبي هريرة ، التي يقول فيها : «فما نشاء أن نقتل أحدا منهم إلا قتلناه ..».
بل ذكر أبو هريرة في روايته المتقدمة ما يدل على أن الذين قصدوهم بالقتل لم يقاوموا أصلا ، فقد قال : «فانطلقنا فما أحد يوجه إلينا شيئا ، وما منا أحد يريد أحدا منهم إلا أخذه ..».
فكيف يصح بعد هذا أن يقال : إن المشركين كانوا هم البادئين بالقتال؟!
بل إن الرواية التي ذكرت : أن ذلك الأنصاري قد أبلغ خالدا بعكس ما أمره رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لهي خير دليل على أن المبادرة لقتل الناس في مكة كانت من خالد نفسه ..
ولكنهم عوضا من تقبيح فعل خالد ، برؤوه من جرمه وألقوا المسؤولية على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، واتهموه بذلك الفعل القبيح ، الذي ظهر قبحه من نفس نهي النبي «صلىاللهعليهوآله» للمسلمين عن فعله ..
لم يسب صلىاللهعليهوآله لقريش ذرية :
وحين نقرأ في تلك الرواية المتقدمة عن أبي عبد الله الصادق «عليهالسلام» حول ما يرتبط بسيرة علي «عليهالسلام» في أهل الجمل :