دون حاجة إلى إخبار أحد؟! كما أن فيه إشارة لأم هاني بأن تثق بالغيب ، وتيقن بأنه «صلىاللهعليهوآله» يستمد معرفته من الوحي الإلهي ، الذي يسدده ويرعاه ..
موقف الزهراء عليهاالسلام من أم هاني :
ولم تكن الزهراء «عليهاالسلام» بصدد تأنيب أم هاني لشكواها عليا «عليهالسلام» ، وإنما أرادت أن تطمئن إلى سلامة أهداف أم هاني من هذه الشكوى ، وأنها لم تكن بصدد الدفاع عن أعداء الله ، ولا لأنه أخاف أعداء الله ، بل هي تسعى كما يسعى أخوها علي «عليهالسلام» إلى دفع شر أولئك الأشرار بأقل قدر ممكن من الخسائر.
وإنما قلنا ذلك : لأننا نعلم أن أم هاني المؤمنة بالله ، والتي تلجأ إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لا يمكن أن تشتكي ناصر رسول الله ومن يخيف أعداءه وأعداء الله.
وقد كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أوضح لها : أن عليا «عليهالسلام» يسعى إلى رضا الله تعالى ، فكان أن تصرفت بنحو لم يغضب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بل هي قد فعلت ما هو حقها ، والمتوقع منها ..
أم هاني لا تجير على رسول الله صلىاللهعليهوآله :
والنقطة التي تحتاج إلى بيان هي : أن أم هاني لم تجر أولئك المشركين لتحميهم من قرار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وحكمه فيهم.
بل أجارتهم لتحميهم من سائر المقاتلين حتى يصلوا سالمين إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ثم يكون هو الذي يحكم فيهم بما يرضي الله سبحانه.