الإعلان الأول : التوحيد :
إن أول إعلان أطلقه «صلىاللهعليهوآله» في خطبته الأولى في مكة هو التوحيد ، ورفض الشريك لله تبارك وتعالى فقال «صلىاللهعليهوآله» : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له».
والتوحيد هو غاية الغايات ، وأساس الكمالات ، ومنشأ السعادات ، شرط أن يكون حقيقيا ، وتاما ، وراسخا ، وشاملا لكل مناحي الحياة ، في الفكر ، وفي القول ، وفي العمل ، فلا يوحد الله بالقول ، ثم تكون شهوته ونفسه ، أو ولده ، أو زوجته ، أو زعيمه ، أو أي شيء آخر هو الذي يتحكم بقراراته ، ويهيمن على مواقفه ، وعلى حركته في الحياة ..
ولا يكون ممن وصفهم الله تعالى بقوله : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١).
لك بها دار في الجنة :
ويقولون : إنه حين فرغ «صلىاللهعليهوآله» من خطبته قام أبو أحمد ، عبد الله بن جحش على جمل له على باب المسجد ، وهو يصيح : أنشد بالله يا بني عبد مناف حلفي ، وأنشد بالله يا بني عبد مناف داري.
فدعا النبي «صلىاللهعليهوآله» عثمان بن عفان فأسر إليه بشيء ، فذهب عثمان إلى أبي أحمد فسارّه ، فنزل أبو أحمد عن بعيره ، وجلس مع القوم.
__________________
(١) الآية ١٠٦ من سورة يوسف.