يقتل ولا يجرح أحد ممن كان مع خالد.
والذي نراه هو : أن ثمة تزويرا رخيصا يهدف إلى إيقاع الناس في الغلط والاشتباه ، فإن محبي خالد بعد أن ظهر لهم أن خالدا قد خالف أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقتل من قتل من الناس بغير رضا ولا رخصة منه «صلىاللهعليهوآله» ، بل مع وجود منعه ونهيه .. خافوا أن يجعل قتل هؤلاء الثلاثة على عهدة خالد ، وبتسبيب منه .. فأبعدوهم عنه.
ثم رووا : أنه دخل من أعلى مكة ، ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» دخل من أسفلها حسبما تقدم ، لكي تتعارض الروايات ، ويأتي أهل الخير ليجمعوا بينها ، بما يبعد الشبهة عن خالد ، أو يوجب الشبهة في حقيقة ما ارتكبه ، أو ما كان سببا فيه.
ثانيا : إننا لا نرى مبررا لضلال هؤلاء الثلاثة لطريقهم ، ولا لقتلهم بسبب ذلك ، فإنه إن كان خالد قد دخل من أسفل مكة فقد كانوا معه ، ولا مجال لأن يضلوا الطريق عنه دون سواهم ، وهم في ضمن جيش يعد بالمئات والألوف ، وإن كان النبي «صلىاللهعليهوآله» هو الذي دخل من أسفلها فقد كانوا معه ، وفي حمايته ، فلما ذا يقتلون؟! وكيف؟!
لا غنائم في يوم الفتح :
عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في يوم فتح مكة : لم تحل لنا غنائم مكة (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٦٠ عن الواقدي ومسند أحمد ج ٦ ص ٤٦٦.