أقوى من النساء.
٢ ـ ثم إنه لما قال «صلىاللهعليهوآله» : «ولا تقتلن أولادكن». قالت : «ربيناهم صغارا ، وقتلتهم كبارا ، فأنت وهم أعلم».
فقد تضمن كلامها هذا : التلويح بثاراتها عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والتصريح بأن النبي قاتل الأبناء والأحبة ، حين كبروا.
والتشكيك في أن يكون محقا في قتله إياهم ، حيث قالت : فأنت وهم أعلم.
وهل نسيت هند : أنها وزوجها ، وأهلها ، وعشيرتها كانوا باستمرارهم الذين يهاجمون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويسعون في محو ذكره ، وإبطال أمره ، واستئصال شأفته؟!
وهل نسيت هند : كبد الحمزة حين حاولت أن تأكلها ، فلاكتها ولم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها ، حتى سميت بآكلة الأكباد؟!
وأخيرا ، فإننا نلاحظ : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد تجاهل هذه المرأة تجاهلا تاما ، ولم يعلق على كلماتها بشيء ، رغم أنها كانت جارحة له ، حسبما أوضحناه.
وذلك هو الخلق النبيل ، وتلك هي سعة الصدر ، والسماحة ، والصفح ، والعفو عند المقدرة. ومن أولى من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بذلك كله؟
عمر في بيعة النساء :
وزعموا : أن عمر بن الخطاب كان يبايع النساء بأمره «صلى الله عليه