طرح بعض الأسئلة لكي يرى الناس أن لهما من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» موقعا خاصا.
أسلم بنا :
وعن قول العباس لأبي سفيان ، حين بعث النبي «صلىاللهعليهوآله» : أسلم بنا ، نقول :
إنه لمن الغريب حقا : أن يكون ابن عبد المطلب سيد الحجاز ، وشيخ بني عبد مناف يعيش هذه التبعية الذليلة والمهينة أمام أبي سفيان ، حتى إنه يعتبر إسلام أبي سفيان أساسا لإسلامه ، وإسلام من هم على شاكلته من الناس .. فأبو سفيان هو المتصرف بهم ، حتى في قضايا الإيمان والإسلام.
ويا ليت العباس كان قد تستر على هذا الضعف المهين ، أو أخفى طرفا من هذه التبعية المشينة ، فإن إظهارها بهذه الطريقة ، وكأنها من الأمور العادية والمسلمة ، حيث يقول : أسلم بنا!! فذلك يؤلم روح الإنسان الحر ، ويؤذي مشاعره ، لأنه يعتبر ذلك إهانة للإنسانية واستخفافا بالضمير ، وتحقيرا للعقل.
وعلى كل حال ، فإن العباس بقي على تبعيّته لأبي سفيان طيلة عشرين سنة ، بل إنه حتى حين لم يعد له مناص هو وأبو سفيان من إعلان الإسلام لم يضعف اهتمامه بحفظ أبي سفيان ، ولم يفتر عن السعي في مصالحه ، وما يرضيه .. ولم نجده متحمسا لحفظ أهل الإيمان ، حتى لابن أخيه علي «عليهالسلام» حين اعتدى عليه المعتدون بعد وفاة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، بمقدار عشر حماسته لأبي سفيان في يوم الفتح .. وذلك ظاهر لا يخفى.