ونقول في الجواب على السؤال الأول :
إننا ننزه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن أن ينسب إليه عدم المعرفة بأن للنبوة ثقلا ينوء به علي «عليهالسلام» .. ولذلك نرجح الروايات الأخرى التي صرحت : بأن عليا «عليهالسلام» آثر أن يصعد النبي «صلىاللهعليهوآله» على ظهره ، لأنه يجل النبي ويكرمه عن أن يصعد هو على ظهره ، فأخبره «صلىاللهعليهوآله» بأن ثقل النبوة يمنع من ذلك.
غير أن ذلك لا يمنعنا من أن نقول أيضا :
إن عليا «عليهالسلام» كان يعلم بأن للنبوة ثقلا ينوء به مثله. ولعله أراد من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يصرّح بذلك ، ليعلم الناس : أن صعوده على ظهر النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لا يتنافى مع إجلاله وتعظيمه له ..
أو لعله نظر إلى قانون البداء ، الذي ربما يكون له تأثيره في مثل هذا المورد ، في صورة حدوث أمر يقتضي إظهار معنى في علي «عليهالسلام» ، أو في النبي «صلىاللهعليهوآله» ، أو في سياق آخر ، فينشأ عنه تمكين علي «عليهالسلام» من القيام بثقل النبوة ، أو يقضي بتخفيف ذلك الثقل ، بحيث يتمكن علي «عليهالسلام» من النهوض به.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني ، فنقول :
إنه ليس بإمكانننا تحديد ماهية هذا الثقل ، غير أننا نقول :
لا ريب في أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يركب الراحلة ، والبغلة ، والفرس ، وغيرها ، ولكنه يعلن : أنه لو اجتمعت ربيعة ومضر على أن يحملوا بضعة منه وهو حي لما قدروا على ذلك.
وهذا معناه : أن للنبوة في مضمونها المعنوي خصوصية تحتم التدخل